نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 118
قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) ، هذا هو الكذب الصراح والتحريف والادخال في الرواية ما ليس منها ، والمعروف المنقول انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له : اذهب فاضطجع في مضجعي ، وتغش ببردي الحضرمي ، فان القوم سيفقدونني ، ولا يشهدون مضجعي فلعلهم إذا رأوك يسكنهم ذلك حتى يصبحوا ، فإذا أصبحت فاغد في أداء أمانتي ، ولم ينقل ما ذكره الجاحظ ، وانما ولده أبو بكر الأصم ، وأخذه الجاحظ ، ولا أصل له ، ولو كان هذا صحيحا لم يصل إليه منهم مكروه ، وقد وقع الاتفاق على أنه ضرب ورمي بالحجارة قبل أن يعلموا من هو حتى تضور ، وانهم قالوا له : رأينا تضورك ، فانا كنا نرمي محمدا لا يتضور ، ولأن لفظة المكروه ان كان قالها إنما يراد بها القتل ، فهب أنه أمن القتل ، كيف يأمن من الضرب والهوان ، ومن أن ينقطع بعض أعضائه ، وبأن سلمت نفسه ! أليس الله تعالى قال لنبيه ( بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) [1] . ومع ذلك فقد كسرت رباعيته وشج وجهه ، وأدميت ساقه ، وذلك لأنها عصمة من القتل خاصة ، وكذلك المكروه الذي أومن علي ( عليه السلام ) منه - ان كان صح ذلك في الحديث - انما هو مكروه القتل . ثم يقال له : أبو بكر لا فضيلة له أيضا في كونه في الغار لأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له : " لا تحزن ان الله معنا " ومن يكن الله معه فهو آمن لا محالة من كل سوء ، فكيف قلت : ولم ينقل ناقل أنه قال لأبي بكر في الغار مثل ذلك ! فكل ما يجيب به عن هذا فهو جوابنا عما أورده ، فنقول له : هذا ينقلب عليك في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن الله تعالى وعده بظهور دينه وعاقبته أمره ، فيجب على قولك ألا يكون مثابا عند الله . على ما يحتمله من المكروه ولا ما يصيبه من الأذى ، إذ كان قد أيقن بالسلامة والفتح في عدته .