responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي    جلد : 1  صفحه : 4


تفاقمت العوامل السلبية على طريق المسيرة ، حتى أدى الأمر إلى ظهور آلهة متعددة بين المسلمين يحكمون بينهم بغير ما أنزل الله ، وينصّبون من أنفسهم قيّماً على البشرية مكان الدين القيّم . كما أدى الأمر إلى أن تعصف الأهواء في المسلمين ، وتفرّقهم عن سبيل الله ، وتسلبهم دورهم القيادي التاريخي على الساحة البشرية . وهذا أدى إلى ما نشاهده اليوم في العالم من تيه ، وصراع دموي مسعور ، يكاد يحرق الأخضر واليابس .
وهكذا فَقَدَ دين التوحيد دوره في قيادة البشرية ، بل في قيادة المسلمين بعد أن تخلّى المسلمون عن تنفيذ هذا الدور .
ومن هنا نجد أن نداء « لا إله إلا الله » يرتفع يومياً مرات من المآذن في حواضر المسلمين ، فلا يحدث في الأمة هزة تدفعها لتحطيم الأصنام القائمة بين ظهرانيها ولا يحركها على طريق حمل الأمانة الكبرى .
نداء التوحيد يطرق أسماع الآلهة المزيفة في العالم الإسلامي كل يوم ، فلا يستثيرها ولا يهدد مصالحها ، ولا يبعث الرعب في نفوسها لأنها تعلم أنه يخرج من الحنجرة لا من القلب ، وينبعث من نفس هامدة راكدة ، لا من نفس ملتهبة متفاعلة مع مفهوم هذا النداء .
الجاهلية الحديثة المهيمنة على عالمنا اليوم ، لا يمكن أن تستمر .
الوعد الإلهي في إمامة المستضعفين للأرض يؤكد ذلك ، إضافة إلى أن الأرقام المادية تجزم بعدم إمكان استمرار الأوضاع القائمة .
الظواهر التي تتجلّى في أفق الأحداث العالمية ، تنبئ بقرب تحقق الوعد الإلهي ، وأبرز هذه الظواهر « ثورة إيران الإسلامية » التي قطعت مرحلة هامة من انتصارها ، ولا زالت تواصل طريقها بسرعة مدهشة - والحمد لله وله المنّة - على كل جبهات الصراع مع قوى الاستكبار والجاهلية .
هذه الظاهرة تشكّل بداية عودة حقيقية إلى طريق الله على صعيد الأفكار والعواطف والحركة . وهذا المقال الذي بين يدي القارئ ، نموذج

4

نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست