responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 187


وجود في خارجه ، بل السمع إذا اتصل بالارتعاش بعدد كذا ، ظهر في السمع في صورة الصوت ، وإذا بلغ عدد الارتعاش كذا ارتعاشا ، ظهر في البصر في صورة الضوء واللون " ، فالحواس ، التي هي مبادئ الإدراك ، لا تكشف عما وراءها من الحقائق ، وسائر الإدراكات منتهية إلى الحواس .
وفيه : أن الإدراكات إذا فرضت غير كاشفة عما وراءها ، فمن أين علم أن هناك حقائق وراء الإدراك لا يكشف عنها الإدراك ؟ ! ثم من أدرك أن حقيقة الصوت في خارج السمع ارتعاش بعدد كذا ؟ ! وحقيقة المبصر في خارج البصر ارتعاش بعدد كذا ؟ ! وهل يصل الانسان إلى الصواب الذي يخطئ فيه الحواس ، إلا من طريق الإدراك الإنساني ؟ !
وبعد ذلك كله ، تجويز أن لا ينطبق مطلق الإدراك على ما وراءه ، لا يحتمل إلا السفسطة ، حتى أن قولنا : " يجوز أن لا ينطبق شئ من إدراكاتنا على الخارج " لا يؤمن أن لا يكشف - بحسب مفاهيم مفرداته والتصديق الذي فيه - عن شئ .
الفصل التاسع وينقسم العلم الحصولي إلى حقيقي واعتباري والحقيقي : هو المفهوم الذي يوجد تارة بوجود خارجي فيترتب عليه آثاره ، وتارة بوجود ذهني لا تترتب عليه آثاره ، وهذا هو " الماهية " .
والاعتباري : ما كان بخلاف ذلك ، وهو إما من المفاهيم التي حيثية مصداقها حيثية أنه في الخارج ، كالوجود وصفاته الحقيقية كالوحدة والفعلية وغيرهما ، فلا يدخل الذهن ، وإلا لانقلب [1] ، وإما من المفاهيم التي حيثية مصداقها حيثية أنه في الذهن ، كمفهوم الكلي والجنس والنوع ، فلا يوجد في الخارج ، وإلا لانقلب .
وهذه المفاهيم إنما يعملها الذهن بنوع من التعمل ، ويوقعها على مصاديقها ، لكن لا كوقوع الماهية وحملها على أفرادها ، بحيث تؤخذ في حدها [2] .



[1] أي لانقلب عما هو عليه .
[2] وتفصيلها في نهاية الحكمة : 315 - 316 .

187

نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست