نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 185
القضايا التي يكفي في التصديق بها تصور الموضوع والمحمول كقولنا : " الكل أعظم من جزئه " وقولنا : " الشئ لا يسلب عن نفسه " . وأولى الأوليات بالقبول قضية استحالة اجتماع النقيضين وارتفاعهما ، وهي قضية منفصلة حقيقية : " إما أن يصدق الإيجاب أو يصدق السلب " ، ولا تستغني عنها في إفادة العلم قضية نظرية ولا بديهية ، حتى الأوليات ، فإن قولنا : " الكل أعظم من جزئه " إنما يفيد علما إذا كان نقيضه ، وهو قولنا : " ليس الكل بأعظم من جزئه " كاذبا . فهي أول قضية مصدق بها ، لا يرتاب فيها ذو شعور ، وتبتني عليها العلوم ، فلو وقع فيها شك ، سرى ذلك في جميع العلوم والتصديقات . تتمة : السوفسطي المنكر لوجود العلم غير مسلم لقضية " أولى الأوائل " [1] ، إذ في تسليمها اعتراف بأن كل قضيتين متناقضتين فإن إحداهما حقة صادقة . ثم السوفسطي المدعي لانتفاء العلم والشاك في كل شئ إن اعترف بأنه يعلم أنه شاك ، فقد اعترف بعلم ما ، وسلم قضية " أولى الأوائل " ، فأمكن أن يلزم بعلوم كثيرة تماثل علمه بأنه شاك ، كعلمه بأنه يرى ويسمع ويلمس ويذوق ويشم ، وأنه ربما جاع فقصد ما يشبعه ، أو ظمأ فقصد ما يرويه ، وإذا الزم بها الزم بما دونها من العلوم ، لأن العلم ينتهي إلى الحس كما تقدم [2] . وإن لم يعترف بأنه يعلم أنه شاك ، بل أظهر أنه شاك في كل شئ وشاك في شكه لا يدري شيئا ، سقطت معه المحاجة ، ولم ينجع فيه برهان ، وهذا الانسان إما
[1] اعلم أن للسوفسطيين شبهاتا تعرض لها وأجاب عنها الشيخ الرئيس في الفصل الثامن من المقالة الأولى من إلهيات الشفاء . [2] في الفصل الثاني من هذه المرحلة .
185
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 185