نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 182
يخرج ما بالقوة نفسه من القوة إلى الفعل . فمفيض الصورة العقلية جوهر عقلي مفارق للمادة ، فيه جميع الصور العقلية الكلية على نحو ما تقدم من العلم الاجمالي العقلي ، تتحد معه النفس المستعدة للتعقل على قدر استعدادها الخاص ، فيفيض عليها ما تستعد له من الصور العقلية ، وهو المطلوب . وبنظير البيان السابق يتبين أن مفيض الصور العلمية الجزئية جوهر مثالي مفارق ، فيه جميع الصور المثالية الجزئية على نحو العلم الاجمالي ، تتحد معه النفس على قدر ما لها من الاستعداد . الفصل السابع ينقسم العلم الحصولي إلى تصور وتصديق لأنه إما صورة حاصلة من معلوم واحد أو كثير من غير إيجاب أو سلب ، ويسمى : " تصورا " كتصور الانسان والجسم والجوهر ، وإما صورة حاصلة من معلوم معها إيجاب شئ لشئ أو سلب شئ عن شئ ، كقولنا : " الانسان ضاحك " ، وقولنا : " ليس الانسان بحجر " ويسمى : " تصديقا " ، وباعتبار حكمه : " قضية " . ثم إن القضية ، بما تشتمل على إثبات شئ لشئ أو نفي شئ عن شئ ، مركبة من أجزاء فوق الواحد . والمشهور أن القضية الموجبة [1] مؤلفة من الموضوع والمحمول والنسبة الحكمية - وهي نسبة المحمول إلى الموضوع - والحكم باتحاد الموضوع مع المحمول ، هذا في الهليات المركبة التي محمولاتها غير وجود الموضوع ، وأما الهليات البسيطة التي محمولها وجود الموضوع ، كقولنا : " الانسان موجود " ، فأجزاؤها ثلاثة : الموضوع والمحمول والحكم ، إذ لا معنى لتخلل النسبة - وهي