نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 153
إنسانا أقرب إلى الانسانية من الغذاء الذي يتبدل نطفة ، والإمكان فيها أشد منه فيه . وإذ كان هذا الإمكان أمرا موجودا في الخارج فليس جوهرا قائما بذاته ، وهو ظاهر ، بل هو عرض قائم بشئ آخر ، فلنسمه : " قوة " ، ولنسم موضوعه : " مادة " فإذن لكل حادث زماني مادة سابقة عليه تحمل قوة وجوده . ويجب أن تكون المادة غير آبية عن الفعلية التي تحمل إمكانها ، فهي في ذاتها قوة الفعلية التي فيها إمكانها ، إذ لو كانت ذات فعلية في نفسها لأبت عن قبول فعلية أخرى ، بل هي جوهر فعلية وجوده أنه قوة الأشياء ، وهي لكونها جوهرا بالقوة قائمة بفعلية أخرى ، إذا حدثت الفعلية التي فيها قوتها ، بطلت الفعلية الأولى وقامت مقامها الفعلية ، الحديثة ، كالماء إذا صار هواء بطلت الصورة المائية التي كانت تقوم المادة الحاملة لصورة الهواء ، وقامت الصورة الهوائية مقامها ، فتقومت بها المادة التي كانت تحمل إمكانها . ومادة الفعلية الجديدة الحادثة والفعلية السابقة الزائلة واحدة ، وإلا كانت حادثة بحدوث الفعلية الحادثة ، فاستلزمت إمكانا آخر ومادة أخرى ، وهكذا ، فكانت لحادث واحد مواد وإمكانات غير متناهية ، وهو محال ، ونظير الإشكال لازم فيما لو فرض للمادة حدوث زماني . وقد تبين بما مر أيضا . أولا : أن كل حادث زماني فله مادة تحمل قوة وجوده . وثانيا : أن مادة الحوادث الزمانية واحدة مشتركة بينها . وثالثا : أن النسبة بين المادة وقوة الشئ التي تحملها نسبة الجسم الطبيعي والجسم التعليمي ، فقوة الشئ الخاص تعين قوة المادة المبهمة ، كما أن الجسم التعليمي تعين الامتدادات الثلاثة المبهمة في الجسم الطبيعي . ورابعا : أن وجود الحوادث الزمانية لا ينفك عن تغير في صورها إن كانت جواهر أو في أحوالها إن كانت أعراضا . وخامسا : أن القوة تقوم دائما بفعلية ، والمادة تقوم دائما بصورة تحفظها ، فإذا
153
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 153