responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 606


للشئ إنما تكون لتألفها به ونظرها إليه من اسمه الحي الذي ليس عن تأليف ويحصل أيضا علم الخلق التام في قوله مخلقة ولا يحصل له في هذا المنزل علم غير المخلقة وإنما يحصل ذلك لمن حصل من منزل آخر وفي هذا المنزل يعلم من هؤلاء الأنبياء العلم التصوري وهو العلم بالمفردات التي لم تتركب ومن هذا المنزل تلبس المعاني الصور فيصور المسائل العالم في نفسه ثم يبرزها إلى المتعلمين في أحسن صورة وهي المخلقة فإن أخطأ فمن غير هذا المنزل ومن هذا المنزل يعلم سبب العشق الحاصل في العاشق ما هو وما الرابطة بين العاشق والمعشوق حتى التف به على الاختصاص دون غيره ولما ذا يراه في عينه أجمل ممن هو أجمل منه في علمه ولما ذا يكون تحت سلطان المعشوق وإن كان عبده ولما ذا ينتقل الحكم على السيد للعبد إذا كان معشوقا له فيكون تحت أمره ونهيه لا يقدر في نفسه أن يتصور مخالفته فيما يأمره به عبده وكيف انتقلت السيادة إليه وانتقلت العبودية إلى الآخر السيد ظاهرة الحكم بالتصرف فيه ولما ذا يتخيل أنه يراه أعظم عنده من نفسه وأن سعادته في عبوديته وذلته بين يديه مع أنه يحب الرياسة بالطبع ولما ذا أثر في طبعه وتتبين له قوة الأرواح على الطبع وأن العشق روحاني فرده إلى ما تقتضيه حقيقة الروح فإن الروح لا رياسة عنده في نفسه ولا يقبل الوصف بها ويعلم هل ينقسم العشق إلى طبع وروح أو هو من خصائص الروح أو هو من خصائص الطبع لوجوده من الحيوان والنبات ويعلم لما ذا كان العشق من الإنسان لجارية أو غلام بحيث أن يفنى فيه ويكون بهذه المثابة التي ذكرناها ولا يستفرغ هذا الاستفراغ في حب من ليس بإنسان من ذهب وفضة وعقار وعروض وغير ذلك وهو علم شريف ولماذا يستفرغ مثل هذا الاستفراغ في محبة الحق وحده دون ما ذكرناه ويعلم هل محبته للحق جزئية أم كلية ومعنى ذلك أنه هل أحبه بكله من حيث طبعه وروحه أو من حيث روحه فقط لأن الحب الطبيعي لا يليق أن يتعلق من المحب بذلك الجناب وهل لذلك الجناب مظهر يمكن أن يتعلق به الحب الطبيعي أم لا كل ذلك من خصائص علم هذا المنزل ومما يستفيد من علوم هذا المنزل علم الزمان ولما ذا يرجع هل لأمر وجودي أو لأمر عدمي وهل الليل والنهار زمان أو دليل على إن ثم زمانا وهل حدث الليل والنهار في زمان ومن هذا المنزل يعلم ترتيب الهياكل الموضوعة لاستنزال الأرواح وصورها وأشكالها وبنائها وما ينقش عليها وما ينفعل عنها وكم مدتها بعد معرفته هل لها مدة أم لا ويعلم علم الحروف والنجوم من حيث خصائصها وطبائعها وتأثيراتها التي فطرها الله عليها وفيمن تؤثر وبما ذا تحتجب عن تأثيرها وإذا قيدت بما ذا يطلق من قيدته عن تقييدها وإذا أطلق بما ذا يقيد من إطلاقه ويعلم من هذا المنزل ما أردناه بقولنا الحق ما بين مجهول ومعروف * فالناس ما بين متروك ومألوف والشأن ما بين وصاف وموصوف * فالحال ما بين مقبول ومصروف فهذا بعض ما يحويه هذا المنزل وهو كثير والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب التاسع والسبعون ومائتان في معرفة منزل الاعتبار وأسراره من المقام المحمدي ) تجليه في الأفعال ليس بممكن * لدينا وعند الغير ذلك جائز ويحتج في ذاك الجواز بفعله * وكيف يرى في الفعل والعبد عاجز فمن قائل الحق في الكون ظاهر * ومن قائل الحق في المنع ناجز وتحقيق هذا الأمر عجز وحيرة * ولا ينجلي إلا لمن هو فائز اعلم أن التجلي الذاتي ممنوع بلا خلاف بين أهل الحقائق في غير مظهر والتجلي في المظاهر وهو التجلي في صور المعتقدات كائن بلا خلاف والتجلي في المعقولات كائن بلا خلاف وهما تجلى الاعتبارات لأن هذه المظاهر سواء كانت صور المعقولات أو صور المعتقدات فإنها جسور يعبر عليها بالعلم أي يعلم أن وراء هذه الصور أمر إلا يصح أن يشهد ولا إن يعلم وليس وراء ذلك المعلوم الذي لا يشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلا وأما التجلي في الأفعال أعني نسبة ظهور الكائنات والمظاهر عن الذات التي تتكون عنها الكائنات وتظهر عنها المظاهر وهو قوله تعالى ما أشهدتهم خلق السماوات و الأرض فالحق سبحانه قرر في اعتقادات قوم وقوع ذلك وقرر في اعتقادات قوم منع وقوع ذلك وهو سبحانه

606

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست