responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 584


حركات في حركتين فلما فتحت الأقفال وأطلعت في الخزائن بدا لي من صور العلوم على قدر حركات مفاتيح تلك الخزانة لا تزيد ولا تنقص فرأيت علوما مهلكة ما اشتغل بها أحد إلا هلك من علوم العقل المخصوصة بأرباب الأفكار من الحكماء والمتكلمين فرأيت منها ما يؤدي صاحبها إلى الهلاك الدائم ورأيت منها ما يؤدي صاحبه إلى هلاك ثم ينجو غير أنه ليس لنور الشرع فيها أثر ألبتة قد حرمت صاحبها السعادة فيها من علوم البراهمة كثير ومن علوم السحر وغير ذلك فحصلت جميع ما فيها من العلوم لنجتنبها وهي أسرار لا يمكن إظهارها وتسمى علوم السر وكان ممن اختص بها من الصحابة رضي الله عنهم حذيفة بن اليمان خصه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك كان بين الصحابة يقال له صاحب علم السر وبه كان يعرف أهل النفاق حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحلفه يوما بالله هل في من ذلك شئ قال لا ولا أقوله لأحد بعدك وكان عمر بن الخطاب لا يصلي على جنازة بحضور حذيفة حتى يرى حذيفة يقول بالصلاة عليها فإن صلى حذيفة صلى عمر وإلا فلا فمن علمها ليحذرها فقد سعد ومن علمها يعتقدها ويعمل عليها فقد شقي فلما حصلتها وأحطت بها علما ونزهت نفسي بما عصمني الله به من العناية الإلهية عن العمل بها والاتصاف بأثرها شكرت الله على ذلك وفي هذه المقامات هلك كثير من سالكي هذه الطريقة لأنهم يرون علوما تتعشق بها النفوس ويكونون بها أربابا ويكونون بها أشياخا والنفوس تطلب الشفوف والرياسة على أبناء جنسها فيخرجون بها فيستعملونها في عالم الملك فيضلون ويضلون فأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ثم إني انتقلت إلى الخزانة الثانية فرأيت على قفلين منها مفاتيح والقفل الثالث لا مفتاح عليه فرأيت على القفل الأول ثلاثة مفاتيح تحوي على عشر حركات ففتحته ثم جئت القفل الثاني فوجدت عليه مفتاحا واحدا يحوي على أربع حركات فأخذته وفتحت به القفل ثم جئت إلى القفل الثالث فلم أر عليه مفتاحا فحرت ولم أدر كيف أصنع فقيل لي اقرأ على كل قفل لا مفتاح له إن ربك هو الفتاح العليم ثم قيل لي هذا القفل مفتاحه من مفاتيح الغيب لا يعلمه إلا هو فقلت ذلك فانفتح القفل وانفتحت الخزانة فرأيت صور العلوم على عدد حركات المفاتيح ورأيت صورة علم زائد على ما رأيت من الصور التي ظهرت على عدد حركات المفاتيح فقلت ما هذا العلم فقال العلم الساري في المعلومات والعلوم فجميع العلوم معلومات بهذا العلم لا بأنفسها فعلمت إن أبا المعالي الجويني لما قال إذ بالعلم يعلم العلم كما يعلم به سائر المعلومات وأراد أن العلم الذي به يعلم معلوم ما به يعلم نفس العلم وليس الأمر كما زعم بل يعلم العلم بهذا العلم الساري فتكون العلوم به معلومة وهو لا بعلم فاعلم ذلك فهذا هو الذي أعطاه الكشف كشف المعاني لا كشف الصور وهذه العلوم التي رأيت في هذه الخزانة الثانية علوم القدرة والاقتدار والعلوم التي تتكون عنها الأشياء وتظهر بها الأعيان المضافة إلى الأكوان وهي أعيان أفعال منسوبة إلى العباد فهذا المنزل يحكم عليها بالهلاك بسبب العلم الساري الذي صحبها وهو هلاك إضافة ونسبة لا هلاك عين فالذي هلك إنما هو نسبة هذه الأفعال إلى العباد فيعطيه هذا المنزل أن هذه النسبة ليست بصحيحة وهو عين هلاكها وأطلعه العلم الساري إنها أفعال الله فأعيان أفعال العباد بريئة من الهلاك فحصلت من هذه الحركة علوم التكوين وسر قوله كن الساري في كل متكون ثم إني انتقلت إلى الخزانة الثالثة التي عليها ستة أقفال ومفاتيحها على أقفالها فعلى القفل الأول مفتاح واحد يحوي على حركة واحدة وعلى الثاني مفتاحان يحويان على حركتين وعلى الثالث مفتاحان يحويان على عشر حركات وعلى الرابع مفتاح واحد يحوي على ثلاثين حركة وعلى الخامس مفتاح واحد يحوي على خمس حركات وعلى السادس مفتاحان يحويان على حركتين فأخذت المفاتيح وفتحت الأقفال فلما انفتحت الخزانة رأيت جهنم تحطم بعضها بعضا وفي وسطها روضة خضراء ورأيت رجلا قد أخرج من النار ووقف به في تلك الروضة ساعة ثم رد إلى النار فيعذب بستة أنواع من العذاب ثم يعاد إلى الروضة ساعة ثم يخرج منها إلى النار فيعذب بستة أنواع من العذاب فحصلت من علم ما يتقى به ذلك العذاب المؤلم والنار المحرقة من ماء شربته من تلك الروضة كانت في تلك الشربة عصمتي ثم انتقلت إلى الخزانة الرابعة فرأيت على القفل الأول منها مفتاحا واحدا له ست حركات هندسية وعلى القفل الثاني ثلاثة مفاتيح تحوي الثلاثة المفاتيح على أربعمائة حركة بصنعة معلومة وعلى القفل الثالث وهو قفلان في قفل يعرف بالقفل المطبق مفتاحان

584

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 584
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست