responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 583


خاص رفعها بذلك على غيرها فلها عند من يعرفها ممن عرفه الحق بها حرمة وبروا كرام تسمى هذه الحضرات مقامات التنزيه إذا دخلتها الروحانيات العلى اكتسبت من أحوال التنزيه الإلهي ما لا يعلم قدره إلا الله وحصل لهم من الخضوع والخشوع والذلة والافتقار ما لم يكن لهم قبل دخولهم ومن هذه الحضرات وفي هذه المقامات يحصل لهم رؤية وجه الحق في كل شئ على التمام والكمال لكن من الرجال من يشاهدها ومن الرجال من يعطيهم هذه الحال ولا يعرفها ولا يدري في أي رتبة حصلت له على قدر ما سبق به علم الله فيه فمنهم ومنهم فلنرجع إلى ذلك العقل الذي ذكرناه الذي له أثر انفعال بمكانته في هذا المنزل ونذكر ما كان له وما كان عنه وبسببه مما يختص بهذا المنزل عند كل من شاهده وشخص سبحانه مقام الصدق والصفاء وعين فيه اثنتين وسبعين مرقاة كل مرقاة منها تعطي علوما لمن يرقى فيها للصفاء الذي استلزمته هذه الصورة فهي علوم كشف إلى أن ينتهي إلى ذروتها فتقابله حضرة الأم بذاتها فتعطيه من التنزيه الإلهي والثناء بالوحدانية والصدق والقهر والنصر والإخلاص والذلة ولما أدخلني الله هذه المراقي رأيته سبحانه قد حجبها عن الأعين بظلمة الطبيعة حجابا لا يرفع فليس اليوم لراق فيها قدم موضوعة لكنه يكاشف بها من خلف ظلمة الطبع ولا يحصل له فيها قدم كذا رأيته ورأيت معي من حقائق العارفين جملة كثيرة على مراتب مختلفة من عال وأعلى وهم فيها بهذه المثابة فأمر لهذا العقل المخصوص بهذا المنزل أن يرقى فيما شخصه مما ذكرناه واجتمعت العقول إليه وأنا أنظر ما يصنع وما يقول لأستفيد منه ثم رأيته شخص ولم يتكلم ولا أدري بأمر إلهي أشخص فرأيت عليه حين رجع أثر كآبة وقهر وانزعاج فعلمت أنه في مقام انذار من الإنذارات الحق للأرواح روى في خبر أن جبريل وميكائيل عليهما السلام قعدا يبكيان فأوحى الله إليهما ما هذا البكاء فقالا إنا لا نأمن من مكرك فأوحى الله إليهما كذلك فلتكونا فلما ألقى إلينا ما ألقى إليه بخشوع وذلة واتفق إني اطلعت على اليسار فرأيت الهوى والشهوة وهما يتناجيان وقد أعطى الله من القوة النافذة لهذا الهوى ما يظهر بها على أكثر العقول إلا أن يعصم الله تعالى فوقف الهوى في ذلك الموقف وقال أنا الإله المعبود عند كل موجود وأعرض عن العقل وما جاء به من النقل فأتبعته الشياطين والشهوة بين يديه حتى توسط بحبوحة النار ففرش له فراش من القطران واعتمد على أمر تخيل أنه ينجيه من عذاب الله فحال الله بينه وبين من اعتمد عليه واستند إليه فهلك ومن تبعه بنعيم السعداء وكان مشهدا كريما هائلا مفزعا ما صدقنا التخلص منه أنا وكل عارف حضره معنا في ذلك اليوم ثم إني أردت أن أحيط بما في هذا المنزل من المراتب والحقائق والأسرار والعلوم فأخذ بيدي ذلك العقل صاحب هذا المنزل وبسببه ظهر هذا المنزل وقال لي هذا منزل الهلاك ومصرع الهلاك فرأيت فيه خمسة أبيات في البيت الأول أربع خزائن على الخزانة الأولى ثلاثة أقفال وعلى الثانية مثل ذلك وعلى الثالثة ستة أقفال وعلى الرابعة ثلاثة أقفال فأردت فتحها فقال لي سر حتى ترى ما في كل بيت من الخزائن وبعد ذلك تفتح أقفالها وتعرف ما فيها ثم أخذ بيدي وقمنا فخرجنا إلى البيت الثاني فدخلته فرأيت فيه أربع خزائن على الخزانة الأولى ستة أقفال وعلى الخزانة الثانية ثلاثة أقفال وعلى الخزانة الثالثة أربعة أقفال وعلى الخزانة الرابعة ستة أقفال ثم أخذ بيدي فخرجنا من ذلك البيت فدخلت البيت الثالث فرأيت فيه ثلاث خزائن على الخزانة الأولى خمسة أقفال وعلى الخزانة الثانية أربعة أقفال وعلى الخزانة الثالثة ستة أقفال ثم أخذ بيدي فخرجنا من ذلك البيت وكل ذلك أدخل من باب وأخرج من باب آخر فدخلت البيت الرابع وإذا فيه ثلاث خزائن على الخزانة الأولى سبعة أقفال وعلى الخزانة الثانية خمسة أقفال وعلى الثالثة خمسة أقفال ثم أخذ بيدي فخرجنا منه ا فدخلت البيت الخامس فرأيت فيه ثلاث خزائن على الخزانة الأولى سبعة أقفال وعلى الخزانة الثانية ثلاثة أقفال وعلى الخزانة الثالثة خمسة أقفال ثم أخذ بيدي وخرجنا نطلب البيت الأول لنفتح تلك الأقفال فنبصر ما تحوي عليه تلك الخزائن من الودائع فدخلت البيت الأول إلى الخزانة الأولى فرأيت معلقا على كل قفل مفتاحه وبعض الأقفال عليه مفتاحان وثلاثة فرأيت على القفل الأول ثلاثة مفاتيح تحوي تلك المفاتيح على أربعمائة حركة فمددت يدي وفتحت ذلك القفل ثم رأيت على القفل الثالث كذلك ثلاثة مفاتيح تحوي على أربعمائة حركة ففتحت الثالث ورجعت إلى الثاني وعليه مفتاحان وهو قفل مطبق فهما قفلان في قفل واحد يحوي على أربع

583

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 583
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست