نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 538
اعلم أن الوجود عند القوم وجدان الحق في الوجد يقولون إذا كنت صاحب وجد ولم يكن في تلك الحال الحق مشهودا لك وشهوده هو الذي يفنيك عن شهودك وعن شهودك الحاضرين فلست بصاحب وجد إذ لم تكن صاحب وجود للحق فيه واعلم أن وجود الحق في الوجد ما هو معلوم فإن الوجد مصادفة ولا يدرى بما تقع المصادفة وقد يجئ بأمر آخر فلما كان حكمه غير مرتبط بما يقع به السماع كان وجود الحق فيه على نعت مجهول فإذا رأيتم من يقرر الوجد على حكم ما عينه السماع المقيد والمطلق فما عنده خبر بصورة الوجد وإنما هو صاحب قياس في الطريق وطريق الله لا تدرك بالقياس فإنه كل يوم في شأن وكل نفس في استعداد فلا تضربوا لله الأمثال فإن الله يعلم وأنتم لا تعلمون واعلم أنه إنما اختلف وجود الحق في الوجد عند الواجدين لحكم الأسماء الإلهية ولحكم الاستعدادات الكونية فكل نفس من الكون له استعداد لا يكون لغيره وصاحب النفس بفتح الفاء هو الموصوف بالوجد فيكون وجده بحسب استعداده والأسماء الإلهية ناظرة رقيبة وليس بيد الكون من الله إلا نسب أسمائه ونسب عنايته فوجود الحق في الوجد بحسب الاسم الإلهي الذي ينظر إليه والأسماء الإلهية راجعة إلى نفس الحق وقد شهد روح الله بشهادة تعم الكون في الله فقال تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك على الوجهين الوجه الواحد أن تكون النفس هنا نفس عيسى عينه أو تكون نفس الحق فإذا جهل العبد ما هي عليه نفسه من حكم الاستعداد الذي به يقبل الوجود الحق الخاص فهو بما ينظر إليه من الأسماء الإلهية في المستأنف أجهل فإذا ظهر لصاحب الوجد وجود الحق عند ذلك الظهور يعلم ما تجلى له من الأسماء فيخبر عند رجوعه عن وجود معين وشهود محقق وأما غير صاحب الوجد فحكمه بحسب الحال التي يقام فيها والضابط لباب العلم بالله أنه لا يعلم شئ من ذلك إلا بإعلام الله في المستأنف وأما في الحال والماضي فإعلام الله به وقوعه مشهود المن وقع به عن ذوق لا عن نقل إلا أن يكون الناقل مقطوعا بصدقه ويكون القول أيضا في الباب نصا جليا لا يحتمل إن لم يكن بهذه المثابة وإلا فلا يعلم أصلا وإن وقع العلم به من شخص في وقت فبحكم المصادفة ومثل هذا لا يسمى علما عند أحد من أهل النظر وإن كان الشارع قد سماه علما في قصة ابن عمر أو من كان من الصحابة في حديث الفاتحة فقال ليهنك العلم مع كونه مصادفة واعلم أن الذي يتقيد به وجود الحق في صاحب الوجد إنما هو بحسب الوجد والوجد ليس بمعلوم وروده لمن ورد عليه حتى ينزل به فوجود الحق في كل صاحب وجد بحسب وجده ثم إن الوجد عند العارفين يخرج عن حكم الاصطلاح بل يرسلونه في العموم فما عندهم صاحب وجد صحيح كان فيمن كان إلا وللحق في ذلك الوجد وجود يعرفه العارفون بالله فيأخذون عن كل صاحب وجد ما يأتي به في وجده من وجوده وإن كان صاحب ذلك الوجد لا يعرف أن ذلك وجود الحق فإن العارف يعرفه فيأخذ منه ما يأتي به صاحب كل وجد من وجود وأن الحق تجلى في ذلك الوجد بصورة ما قيده به هذا المخبر عن وجود ما وجده في وجده وهذا ذوق عزيز هو حق في نفس الأمر معتبر مقطوع به عند أرباب هذا الشأن لا عند كلهم وقد أنبأ الحق عن نفسه في ذلك بتغير الصور والنعوت عليه لتغير أحوال العباد ومعلوم أنه ما تغيرت أحوال الكون في الثقلين إلا لتغير حكم الأسماء وتغيرت الصور والتجليات لتغير أحوال الكون فالأمر منه بدأ وإليه يعود فللعبد أثر بوجه ما قرره الحق له فلا يرفع عنه حكم ما قرره الحق ومن فعل ذلك فقد نازع الحق وهو القهار في مقابلة المنازعين فالعلماء بالله يقهرون بالله ولا يتجلى لهم الله في اسم قاهر ولا قهار في نفوسهم وإنما يرونه في هذا الاسم في صورة الأغيار فيعرفونه منهم لا من نفوسهم لأنهم محفوظون من المنازعة بينهم وبين أشكالهم فكيف بينهم وبين الله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الثامن والثلاثون ومائتان في الوقت ) الوقت ما أنت موصوف به أبدا * فلا تزال بحكم الوقت مشهودا فالله يجعل وقتي منه مشهده * فإن في الوقت مذموما ومحمودا له الشؤون من الرحمن وهي بنا * تقوم شرعا وإيمانا وتوحيدا اعلم أن القوم اصطلحوا على إن حقيقة الوقت ما أنت به وعليه في زمان الحال وهو أمر وجودي بين عدمين وقيل
538
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 538