نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 438
انقضت دورة واحدة هي المجموع قابلت أجزاء هذا الفلك كلها من الكرسي موضع القدم منه فعمت تلك الحركة كل درجة ودقيقة وثانية وما فوق ذلك في هذا الفلك فظهرت الأحياز وثبت وجود الجوهر الفرد المتحيز الذي لا يقبل القسمة من حركة هذا الفلك ثم ابتدأ عند هذه النهاية بانتقال آخر في الوسط أيضا إلى أن بلغ الغاية مثل الحركة الأولى بجميع ما فيه من الأجزاء الأفراد التي تألف منها لأنه ذو كميات وتسمى هذه الحركة الثانية يوم الاثنين إلى أن كمل سبع حركات دورية كل حركة عينتها صفة إلهية والصفات سبع لا تزيد على ذلك فلم يتمكن أن يزيد الدهر على سبعة أيام يوما فإنه ما ثم ما يوجبه فعاد الحكم إلى الصفة الأولى فأدارته ومشى عليه اسم الأحد وكان الأولى بالنظر إلى الدورات أن تكون ثامنة لكن لما كان وجودها عن الصفة الأولى عينها لم يتغير عليها اسمها وهكذا الدورة التي تليها إلى سبع دورات ثم يبتدئ الحكم كما كان أول مرة عن تلك الصفة ويتبعها ذلك الاسم أبد الآبدين دنيا وآخرة بحكم العزيز العليم فيوم الأحد عن صفة السمع فلهذا ما في العالم إلا من يسمع الأمر الإلهي في حال عدمه بقوله كن ويوم الاثنين وجدت حركته عن صفة الحياة وبه كانت الحياة في العالم فما في العالم جزء إلا وهو حي ويوم الثلاثاء وجدت حركته عن صفة البصر فما في العالم جزء إلا وهو يشاهد خالقه من حيث عينه لا من حيث عين خالقه ويوم الأربعاء وجدت حركته عن صفة الإرادة فما في العالم جزء إلا وهو يقصد تعظيم موجدة ويوم الخميس وجدت حركته عن صفة القدرة فما في الوجود جزء إلا وهو متمكن من الثناء على موجدة ويوم الجمعة وجدت حركته عن صفة العلم فما في العالم جزء إلا وهو يعلم موجدة من حيث ذاته لا من حيث ذات موجدة وقيل إنما وجد عن صفة العلم يوم الأربعاء وهو صحيح فإنه أراد علم العين وهو علم المشاهدة والذي أردناه نحن إنما هو العلم الإلهي مطلقا لا العلم المستفاد وهذا القول الذي حكيناه أنه قيل ما قاله لي أحد من البشر بل قاله لي روح من الأرواح فأجبته بهذا الجواب فتوقف فالقى عليه أن الأمر كما ذكرناه ويوم السبت وجدت حركته عن صفة الكلام فما في الوجود جزء إلا وهو يسبح بحمد خالقه ولكن لا نفقة تسبيحه إن الله كان حليما غفورا فما في العالم جزء إلا وهو ناطق بتسبيح خالقه عالم بما يسبح به مما ينبغي لجلاله قادر على ذلك قاصد له على التعيين لا لسبب آخر فمن وجد عن سبب مشاهدة عظمة موجدة حي القلب سميع لأمره فتعينت الأيام أن تكون سبعة لهذه الصفات وأحكامها فظهر العالم حيا سميعا بصيرا عالما مريدا قادرا متكلما فعمله على شاكلته كما قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته والعالم عمله فظهر بصفات الحق فإن قلت فيه إنه حق صدقت فإن الله قال ولكن الله رمى وإن قلت فيه إنه خلق صدقت فإنه قال إذ رميت فعرى وكسى وأثبت ونفى فهو لا هو وهو المجهول المعلوم ولله الأسماء الحسنى وللعالم الظهور بها في التخلق فلا يزاد في الأيام السبعة ولا ينقص منها وليس يعرف هذه الأيام كما بيناها إلا العالم الذي فوق الفلك الأطلس لأنهم شاهدوا التوجهات الإلهيات من هناك على إيجاد هذه الأدوار وميزوا بين التوجهات فانحصرت لهم في سبعة ثم عاد الحكم فعلموا النهاية في ذلك وأما من تحت هذا الفلك فما علموا ذلك إلا بالجواري السبعة ولا علموا تعيين اليوم إلا بفلك الشمس حيث قسمته الشمس إلى ليل ونهار فعين الليل والنهار اليوم ثم إن الله تعالى جعل في هذا الفلك الأطلس حكم التقسيم الذي ظهر في الكرسي لما انقسمت الكلمة فيه بتدلي القدمين إليه وهما خبر وحكم والحكم خمسة أقسام وجوب وحظر وإباحة وندب وكراهة والخبر قسم واحد وهو ما لم يدخل تحت حكم واحد من هذه الأحكام فإذا ضربت اثنين في ستة كان المجموع اثني عشر ستة إلهية وستة كونية لأنها على الصورة فانقسم هذا الفلك الأطلس على اثني عشر قسما عينها ما ذكرناه من انقسام الكلمة في الكرسي وأعطى لكل قسم حكما في العالم متناهيا إلى غاية ثم تدور كما دارت الأيام سواء إلى غير نهاية فأعطى قسما منها اثنتي عشر ألف سنة وهو قسم الحمل كل سنة ثلاثمائة وستون دورة مضروبة في اثني عشر ألفا فما اجتمع من ذلك فهو حكم هذا القسم في العالم بتقدير العزيز العليم الذي أوحى الله فيه من الأمر الإلهي الكائن في العالم ثم تمشي على كل قسم بإسقاط ألف حتى تنتهي إلى آخر قسم وهو الحوت وهو الذي يلي الحمل والعمل في كل قسم بالحساب كالعمل الذي ذكرناه في الحمل فما اجتمع من ذلك فهو الغاية ثم يعود الدور كما بدأ كما بدأكم تعودون فالمتحرك ثابت العين والمتجدد إنما هي الحركة فالحركة لا تعود عينها أبدا لكن مثلها
438
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 438