responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 315


قلت لفلان الحق وعز عليه سماعه ويزكي نفسه ويجرح غيره وينسى قوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم وهو دواء هذه العلة الدواء لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة ولها مواطن وصفة مخصوصة وهو أن يأمره في السر لا في الجهر فإن الجهر علة لا يشعر بها لأنه قد يعطيها لغير الله ثم قال أو معروف وقول المعروف هو القول في موطنه الذي عينه الله ويرجو حصول الفائدة به في حق السامع فهذا معنى أو معروف فمن لم يفعل فهو جاهل وإن ادعى العلم ثم قال أو إصلاح بين الناس فيعلم إن مراد الله التوادد والتحابب فيسعى في ذلك وإن لم يجعل الكلام في موضعه أدى إلى التقاطع والتنافر والتدابر ثم بعد هذا كله قال في حق المتكلم ومن لم يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله ولا يكون ذلك إلا ممن يعلم ما يرضى الله ولا يعلم ما يرضى الله إلا بالعلم بما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله فيرى عند ما يريد أن ينطق بالأمر هل نطقه به في ذلك الموطن يرضى الله من جميع الوجوه فإن وجد وجها يقدح فيه فالكل غير مقبول وغير مرضي عند الله فإنه لا يحتمل التجزي ولا الانقسام وهذا موضع غلط ودواؤه ما قلنا من العمل المشروع والعلم بما يرضى الله ومن أمراض الأقوال أيضا تغيير المنكر على شخص معين من سلطان وغيره دون أن يعم دواءه معرفة الميزان في ذلك وبراءته في نفسه من كل منكر يعلم أن الشرع ينكره عليه في مذهبه واجتهاده لا غير ولا يلزمه ما هو عند غيره منكر وعنده مباح ثم الذي هو عنده منكر ينظر إلى من يغير عليه ذلك إن كان ممن هو عنده معروف كالنبيذ عند الحنفي المتخذ من التمر إذا رآه يشربه أو يتوضأ به وهو عنده حرام فلا يغيره إلا على من يعتقد تحريمه خاصة أو يكون من المنكر المجمع عليه فهذا هو الميزان وتفاريع الأقوال كثيرة وحصر عللها وأدويتها في أمرين الواحد أن تتكلم إذا اشتهيت أن تسكت وتسكت إذا اشتهيت أن تتكلم والأمر الآخر أن لا تتكلم إلا فيما إن سكت عنه كنت عاصيا وإن لم فلا وإياك والكلام عند ما تستحسن كلامك وتستحليه فإن الكلام في ذلك الوقت من أكبر الأمراض وما له دواء إلا الصمت لا غير إلا أن تشهد على رفع الستر هذا هو الضابط ( وصل ) وأما أمراض الأفعال فهو أن يكون أداؤك لذلك الفعل الذي هو عبادة كالصلاة مثلا في الملأ أحسن من أدائك في السر يقول ص في مثل هذه الفعلة تلك استهانة استهان بها ربه في رجل حسن صلاته في الملأ وأساءها في الخلوة وهذا من أصعب الأمراض النفسية ودواؤه ألم يعلم بأن الله يرى ويعلم سركم وجهركم والله أحق أن يستحي منه وأمثال هذه الآيات والأخبار ولهذا دواء آخر ولكن يغمض تركيبه وهو أن ينوي بتحسينه تعليم الجاهل وتذكرة الغافل ومن الأمراض الفعلية أيضا ترك العمل من أجل الناس وهو الرياء عند الجماعة وأما العمل من أجل الناس فذلك شرك ما هو رياء عند السادة من أهل الله ودواؤه والله خلقكم وما تعلمون وما أشبه هذه الآية فاعلم ذلك ( وصل ) وأما أمراض الأحوال فصحبة الصالحين حتى يشتهر في الناس أنه منهم وهو في نفسه مع شهوته فإن حضروا سماعا وهو قد تعشق بجارية أو غلام والجماعة لا تعلم بذلك فأصابه وجد وغلب عليه الحال لتعلقه بذلك الشخص الذي في نفسه فيتحرك ويصيح ويتنفس الصعداء ويقول الله الله أو هو هو ويشير بإشارات أهل الله والجماعة تعتقد في حاله أنه حال إلهي مع كونه ذا وجد صحيح وحال صحيحة ولكن فيمن دواءه وقد خاب من دساها وما أشبه هذه الآية من الأخبار ومن أمراض الأحوال أيضا أن يلبس دون ما في نفسه دواؤه أن يلبس ما في نفسه مما يحل له لباسه وأمثال هذا فمن عرف هذه العلل وأدوائها واستعملها مع نفسه نفعها ( حكي ) عن الشيخ روز بهار أنه كان قد ابتلي بحب امرأة مغنية وهام فيها وجدا وكان كثير الزعقات في حال وجده في الله بحيث إنه كان يشوش على الطائفين بالبيت في زمن مجاورته فكان يطوف على سطوح الحرم وكان صادق الحال ولما ابتلي بحب هذه المغنية لم يشعر به أحد وانتقل حكم ذلك الذي كان عنده بالله بها وعلم أن الناس يتخيلون فيه إن ذلك الوجد لله على أصله فجاء إلى الصوفية وخلع الخرقة ورمى بها إليهم وذكر للناس قصته وقال لا أريد أكذب في حالي ولزم خدمة المغنية فأخبرت المرأة بحاله ووجده بها وأنه من أكابر أهل الله فاستحت المرأة وتابت إلى الله مما كانت فيه ببركة صدقه ولزمت خدمته وأزال الله ذلك التعلق بها من قلبه فرجع إلى الصوفية ولبس خرقته ولم ير أن يكذب مع الله في

315

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست