responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 314


الجهلاء وأصحاب الأغراض لأن الفائدة المطلوبة من النصيحة حصول المنفعة وثبوت الود فإذا وقع النصح في الملأ لم يحصل القبول وأثمر عداوة وذمه الله فإنه يخجل بتلك النصيحة في الملأ ويجعل الشخص الذي خاطبه بالنصح في الملأ يكذب في اعتذاره عن ذلك ويجد عليه فيه ويكون ذلك سببا إلى فساد كبير فلو نصحه في خلوة بطريقة حسنة بأن يظهر له عيب نفسه في نفس الأمر ولا يشعره إنه يقصده بذلك ليعلمه إن كان جاهلا بقبح ذلك الأمر الذي نصحه فيه شكره في نفسه وأحبه ودعى له وأثمر له الخير وكان في ميزانه فما كل حق مأمور به ولا مستحسن شرعا ولا عرفا وكذلك من يجبه الناس بما يكرهون وإن كان حقا فإنه يدل على لؤم الطباع والجهل وقلة الحياء من الله فإنه بعيد أن يسلم في نفسه من عيب يكون فيه لا يرضى الله فلو اشتغل بالنظر في عيبه لشغله ذلك عن عيب غيره ومن التزم تتبع حركات صاحبه بحيث أن يقيد عليه أنفاسه فهو من أشد الأمراض فإنه شغل بما لا يعنيه وغفلة عن نفسه والنفس تخزنه عندها في زمان صداقته ليوم ما وهو لا يشعر ويحجبه عن هذا الشعور محبته فيه في الوقت فإذا وجد في نفسه أدنى كراهة في صاحبه أو أعراض لملل أو هفوة صدرت منه في حقه أخرج ما كان عنده مخزونا من القبائح التي كان خباؤها عنده واختزنها له في نفسه في تتبعه فيقول له في معرض التوبيخ ألم تقل كذا في يوم كذا ألم تفعل كذا في يوم كذا ثم إذا عدد عليه ما كان اختزنه يقول له وهذا كله يدل على قلة الدين أو عدم الدين وأنا كنت أرى منك هذا كله وأقول لعل له في هذا وجهاد ولا وجه لك فيه في الشرع وهذا خلاف الحق فيسمعه ما يكره وما كان غافلا عنه وما كان يعلم أن هذا يحصي عليه أنفاسه ويرجع عليه من أكبر الأعداء وأصل هذا كله من التتبع لمثالبه واختزانه إياها في خزانة نفسه وذلك لسوء الطبع ودناءة الأصل والفرع وهذا يوجد في الأصحاب والأصدقاء كثيرا وقد قيل في ذلك احذر عدوك مرة * واحذر صديقك ألف مرة فلربما هجر الصديق * فكان أعرف بالمضرة وهذا كله وبال يعود على قائله وإن كان حقا ومن أمراض الأقوال السؤال عن أحوال الناس وما يفعلون ولم جاء فلان ولم مشى فلان والسؤال عن كل ما لا يعني وسؤاله عن أهله ما فعلوا في غيبته دواه التأسي برسول الله ص في كونه ما أتى أهله من سفره ليلا ونهيه أصحابه عن ذلك حتى لا يفجأهم فيرى منهزما يكره والاستئذان من هذا الباب إبقاء للستر فإنه قد علم إن لكل أحد هنات وأيضا فما كل ما يعمله الإنسان وإن كان خيرا يحب أن يعلمه منه كل أحد فإذا ألح هذا السائل عن العلم به أضر بالمسؤول حيث جعله ينطق بما لا يريده أو يكذب فإن لم ينطق أثر في نفس السائل حزازة ويقول لو كنت عنده بمكانة ما ستر عني ما سألته عنه فنقص من خلوص مودته التي كانت له في نفسه ولو حصلت له تهمة في نفسه تؤديه إلى مثل هذا الفعل فليس له ذلك شرعا ولا عقلا ولا مروءة وهذا باب قل أن يقع إلا من خبيث الباطن لا دين له سيئ السريرة قال ص من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ومن أمراض الأقوال الامتنان والتحدث بما يفعله من الخير مع الشخص على طريق المن والمن الأذى دواؤه لما كان يسوءه ذلك ويحبط أجر رب النعمة فإن الله تعالى قد أبطل ذلك العمل بقوله لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى وأي أذى أعظم من المن فإنه أذى نفسي ودواؤه إنه لا يرى أوصل إليه مما كان في يديه إلا ما هو له في علم الله وإن ذلك الخير إنما كان أمانة بيده ما كان له لكنه لم يكن يعرف صاحبها فلما أخرجها بالعطاء لمن عين الله في نفس الأمر حينئذ يعرف صاحب تلك الأمانة فشكر الله على أدائها ومن أعطى هذا النظر فلا تصح منه منة أصلا ومن أمراض الأقوال أيضا أن يفعل الرجل الخير مع بعض أولاده لأمر في نفسه وبعض أولاده ما فعل معهم ذلك الخير فيقول له قائل بحضور من لم يفعل معه ذلك من أولاده لم لم تفعل مثل ذلك مع هذا الولد الآخر فهذا من فضول الكلام حيث قاله بحضور ولده ويثمر في نفس الولد عداوة لأبيه ولا يقع مثل هذا إلا من جاهل كثير الفضول فإنها كلمة شيطانية وليس لها دواء بعد وقوعها وأما قبل وقوعها فداؤها أن ينظر في قول النبي ص من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ومن أمراض الأقوال أيضا أن يقول الإنسان أنا أقول الحق ولا أبالي عز على السامع ذلك أو لم يعز عليه من غير أن ينظر إلى فضول القول ومواطنه ثم يقول

314

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست