responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 223


هذه صفته أثر في الكون فعن غير تعمل ولا قصد إنما ذلك إلى الله يجريه على لسانه أو يده ولا علم له به فإن أثر على علم وادعى أنه صادق مع الله فهو إما جاهل بالأمر وإما كاذب وهذا ليس من صفة أهل الله فحال الصدق يناقض مقامه ومقامه أعلى من حاله في الخصوص وحاله أشهر وأعلى في العموم وكان للإمام عبد القادر على ما ينقل إلينا من أحواله حال الصدق لا مقامه وصاحب الحال له الشطح وكذلك كان رضي الله عنه وكان للإمام أبي السعود بن الشبلي تلميذ عبد القادر مقام الصدق لا حاله فكان في العالم مجهولا لا يعرف ونكرة لا تتعرف نقيض عبد القادر عجزا محققا لتمكنه في مقام الصدق مع الله كما كان عبد القادر محققا متمكنا في حال الصدق فرضي الله عنهما فما سمعنا في زماننا من كان مثل عبد القادر في حال الصدق ولا مثل أبي السعود في مقام الصدق فالصدق الذي هو نعت إلهي لا يكون إلا لأهل الله والصدق الذي في معلوم الناس سار في كل صادق من مؤمن وكافر وهذا الصدق للصدق الإلهي كالظل للشخص فهو ظله ولهذا يظهر أثره في كل صادق من كل ملة ولو لم يكن ظلا له ما صح عنه أثر فاجعل بالك لما أشرنا إليه وبسطناه فالناس عنه في عماية وعن أمثاله من المقامات والأحوال فلو لا الصدق ما كان الوجود ولولاه لما كان الشهود ( الباب السابع والثلاثون ومائة في معرفة مقام ترك الصدق وأسراره ) الصدق يخرج عن ضعف العبودة إذ * هو الصدوق الشديد القهر للنفس وكل ما حال بين العبد في طبق * وضعفه فاتركنه خيفة اللبس إذ ليس يقهر إلا من يماثله * ولا يماثله شخص من الإنس وهو الأتم وجودا من مغايره * وكل غير ففي قيد وفي حبس فإنه أحد وخلقه عدد * والفصل ليس له حكم بلا جنس لما كان الصدق يطلب المماثلة وإن كان محمودا فرجال الله أنفوا من الاتصاف به مع حكمه فيهم وظهور أثره عليهم غير أنه ليس مشهودا لهم ثم نظروا إليه من كونه نعتا إلهيا فلم يجدوا له عينا هناك ورأوا تعلق الصدق الإلهي إنما هو فيما وعد لا في كل ما أوعد ومن شرط النعت الإلهي عدم التقييد فيما هو متعلق له فعلموا أنه نعت إضافي لاختصاصه ببعض متعلقاته فلما رأوه على هذا أوجبوا ترك مشاهدته فإنهم كالناظرين في أمر معدوم لا وجود له والصدق وإن كان نسبة وليست له عين موجودة فله درجات فدرجاته في العارفين من أهل الأسرار مائة وخمس وتسعون درجة وفي العارفين من أهل الأنوار مائتان وخمس وعشرون وفي الملامية من أهل الأسرار مائة وأربع وستون درجة وفي الملامية من أهل الأنوار مائة وأربع وتسعون درجة وأنا أعطيك أصلا مطردا في كل ما أذكره من ترك كل ما نثبته إنما أريد بذلك ترك شهوده لا ترك أثره فإن حكمه لا يتمكن أن يقول فيه ليس فإنه موجود مشهود لكل عين فعلى هذا تأخذ كل ما أذكره في هذا الكتاب من التروك فاعلم ذلك ( الباب الثامن والثلاثون ومائة في معرفة مقام الحياء وأسراره ) إن الحياء من الايمان جاء به * لفظ النبي وخير كله فبه فليتصف كل من يرعى مشاهده * وليس يعرف هذا غير منتبه مستيقظ غير نوام ولا كسل * مراقب قلبه لدى تقلبه إن الحي من أسماء الإله وقد * جاء التخلق بالأسماء فأحظ به ورد في الخبر أن الحي اسم من أسماء الله تعالى وقال تعالى إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها يعني في الصغر وهو من صفات الايمان ومن صفات المؤمن ومن أسمائه تعالى المؤمن فالحيي نعت للمؤمن فإن الحياء من الايمان والحياء خير كله والحياء لا يأتي إلا بخير وهذه كلها أخبار صحيحة وحقيقتها أعني هذه الصفة الترك لأن الترك من كل موجود بقاء على الأصل والعمل فرع وجودي زائد على الأصل فلهذا قيل فيه خير كله فالحياء نعت سلبي فالعبد إذا ترك

223

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست