نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 132
يتقيد بالجارحة من الأنوار الذاتية لا من جهة السلب وهي من أحوال أهل المسامرة فإن قلت وما السمر قلنا خطاب الحق للعارفين من عالم الأسرار والغيوب نزل به الروح الأمين على قلبك وهو خصوص في المحادثة فإن قلت وما المحادثة قلنا خطاب الحق للعارفين من عباده من عالم الملك كالنداء من الشجرة لموسى وهو فرع عن المشاهدة فإن قلت وما المشاهدة قلنا رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتكون أيضا رؤية الحق في الأشياء وتكون أيضا حقيقة اليقين من غير شك وهي تتلو المكاشفة وقد قيل تتلوها المكاشفة فإن قلت وما المكاشفة قلنا تحقيق الأمانة بالفهم وتحقيق زيادة الحال وتحقيق الإشارة التي تعطيها المحاضرة فإن قلت وما المحاضرة قلنا حضور القلب بتواتر البرهان وعندنا مجاراة الأسماء بينها بما هي عليه من الحقائق في وقت التخلي فإن قلت وما التخلي قلنا اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغل عن الحق طلب التجلي بالجيم فإن قلت وما التجلي قلنا ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب بعد الستر فإن قلت وما لستر قلنا كل ما سترك عن ما يغنيك وقيل هو غطاء الكون وقد يكون الوقوف مع العادات وقد يكون الوقوف مع نتائج الأعمال ما لم يغلب سلطان المحق فإن قلت وما المحق قلنا فناؤك في عينه بعد تحكم السحق فإن قلت وما السحق قلنا تفرق تركيبك تحت القهر لأجل الزاجر فإن قلت وما الزاجر قلنا واعظ الحق في قلب المؤمن وهو الداعي بحكم الزمان فإن قلت وما الزمان قلنا السلطان فإنه قد يحول بينك وبين الذهاب فإن قلت وما الذهاب قلنا غيبة القلب عن حس كل محسوس بمشاهدة محبوبه كان المحبوب ما كان قبل الفصل فإن قلت وما الفصل قلنا فوت ما ترجوه من محبوبك وهو عندنا تميزك عنه بعد حال الاتحاد الذي هو نتيجة المجاهدة فإن قلت وما المجاهدة قلنا حمل النفس على المشاق البدنية ومخالفة الهوى على كل حال ولكن لا يتمكن له مخالفة الهوى إلا بعد الرياضة فإن قلت وما الرياضة قلنا رياضة الأدب وهو الخروج عن طبع النفس ورياضة الطلب وهي صحة المراد به وبالجملة فهي عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية وذلك عن علة فإن قلت وما العلة قلنا تنبيه الحق لعبده بسبب وبغير سبب وهو من عين اللطف وتسميه أهل الطريق اللطيفة فإن قلت وما اللطيفة قلنا كل إشارة دقيقة المعنى تلوح في الفهم لا تسعها العبارة وهي المؤدية إلى التفريد وقد يطلقون اللطيفة على حقيقة الإنسان فإن قلت وما التفريد قلنا وقوفك بالحق معك ومن شرطه التجريد فإن قلت وما لتجريد قلنا إماطة السوي والكون عن القلب والسر من أجل حكم الفترة فإن قلت وما الفترة قلنا خمود نار البداية المحرقة وهي حالة تشبه حالة الوقفة التي للواقفين فإن قلت وما الوقفة قلنا الحبس بين المقامين مع العصمة من الوله فإن قلت وما الوله قلنا إفراط الوجد بمشاهدة السر فإن قلت وما السر قلنا سر العلم بإزاء حقيقة العالم به وسر الحال بإزاء معرفة مراد الله فيه وسر الحقيقة بإزاء ما يقع به الإشارة من الروح فإن قلت وما الروح قلنا الملقي إلى القلب علم الغيب على وجه مخصوص يتلقاه منه النفس فإن قلت وما النفس قلنا ما كان معلوما من أوصاف العبد بحكم الشاهد فإن قلت وما الشاهد قلنا ما تعطيه المشاهدة من الأثر في قلب المشاهد وهو على صورة ما يضبطه القلب من رؤية المشهود وعلى الشاهد يرد لوارد فإن قلت وما الوارد قلنا ما يرد على القلب من الخواطر المحمودة من غير تعمل وكل ما يرد على القلب من كل اسم إلهي وهو الذي يعطي أحيانا حق اليقين فإن قلت وما حق اليقين قلنا ما حصل من العلم بالعلة ولكن بعد عين اليقين فإن قلت وما عين اليقين قلت ما أعطته المشاهدة والكشف ابتداء وبعد علم اليقين فإن قلت وما علم اليقين قلنا ما أعطاه الدليل الذي لا يحتمل الشبه الواردة من الخاطر فإن قلت وما الخاطر قلنا ما يرد على القلب والضمير من الخطاب ربانيا كان أو غير رباني ولكن من غير إقامة فإن أقام فهو حديث نفس فصاحبه مفتقر إلى النفس فإن قلت وما النفس قلنا روح يسلطه الله على نار القلب ليطفي شررها لأجل سلطان الحقيقة فإن قلت وما الحقيقة قلنا سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه بأنه الفاعل بك فيك منك لا أنت ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها فكأنه حال البعد فإن قلت وما البعد قلنا الإقامة على المخالفات وقد يكون البعد منك وتختلف باختلاف الأحوال فيدل على ما يعطيه قرائن الأحوال وكذلك القرب فإن قلت وما القرب قلنا القيام بالطاعة وقد يطلق على حقيقة قاب قوسين وهو قدر الخط الذي يقسم قطري الدائرة فيشقها بقسمين وهو غاية القرب المشهود ولا يدركه إلا صاحب إثبات لا صاحب محو فإن
132
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 132