responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 115


حبك إياه مع إحساسك بأنك تحبه فلم تفرق وهو تجلى المعرفة فالمحب لا يكون عارفا أبدا والعارف لا يكون محبا أبدا فمن ههنا يتميز المحب من العارف والمعرفة من المحبة فحبه لك مسكر عن حبك له وهو شراب الخمر الذي لو شربه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لغوت عامة الأمة وحبك له لا يسكرك عن حبه لك وهو شراب اللبن الذي شربه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة الإسراء فأصاب الله به الفطرة التي فطر الله الخلق عليها فاهتدت أمته في ذوقها وشربها وهو الحفظ الإلهي والعصمة وعلمت ما لها وما له في حال صحو وسكر فشراب حبه لك هو العلم بأن حبك إياه من حبه إياك فغيبك عن حبك إياه فأنت محب لا محب وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا مثل هذا البلاء في فنون من المقامات يظهر فيه كما ظهر في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم في رميه التراب في وجوه الأعداء فأثبت أنه رمى ونفى أنه رمى فعبر عنه الترمذي بالسكر إذ كان السكران هو الذي لا يعقل فإن الترمذي كان مذهبه في في السكر مذهب أبي حنيفة وكان حنفي المذهب في الأصل قبل أن يعرف الشرع من الشارع وهو الصحيح في حد السكر ولكن من شئ يتقدم هذا السكران قبل سكره من شربه طرب وابتهاج وهو الذي اتخذه غير أبي حنيفة في حد السكر وهو ليس بصحيح فكل مسكر بهذه المثابة فهو الذي يترتب عليه الحكم المشروع فإن سكر من شئ لا يتقدم سكره طرب لم يترتب عليه حكم الشرع لا بحد ولا بحكم ( السؤال العشرون ومائة ) ما القبضة الجواب قال الله تعالى والأرض جميعا قبضته والأرواح تابعة للأجسام ليست الأجسام تابعة للأرواح فإذا قبض على الأجسام فقد قبض على الأرواح فإنها هياكلها فأخبر أن الكل في قبضته وكل جسم أرض لروحه وما ثم إلا جسم وروح غير أن الأجسام على قسمين عنصرية ونورية وهي أيضا طبيعية فربط الله وجود الأرواح بوجود الأجسام وبقاء الأجسام ببقاء الأرواح وقبض عليها ليستخرج ما فيها ليعود بذلك عليها فإنه منها يغذيها ومنها يخرج ما فيها منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ألم نخلقكم من ماء مهين وهي دخان فسواهن سبع سماوات فهي من العناصر فهي أجسام عنصريات وإن كانت فوق الأركان بالمكان فالأركان فوقهن بالمكانة والله يقبض ويبسط فيقبض منها ما يبسطها بها فلا يعطيها شيئا من ذاته فإنها لا تقبله فلا وجود لها إلا بها فالممكنات إنما أقامها الحق من إمكانها فقيامها منها بها والحق واسطة في ذلك مؤلف راتق فاتق كانتا رتقا لأنه كذا أوجدها بإمكانها ففتقناهما بإمكانهما لو لم يكن الفتق ممكنا لما قام بهما فما أثر في الممكنات إلا الممكنات لكن العمي غلب على أكثر الخلق الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ألا ترى ما هو محال لنفسه هل يقبل شيئا مما يقبله الممكن فبنفسه تمكن منه الواجب الوجود بالإيجاد فأوجده وهذه هي الإعانة الذاتية ألا ترى الحجر إذا رميت به علوا فيقال إن حركته نحو العلو قهرية لأن طبيعته النزول إما إلى الأعظم وإما إلى المركز فلو لا أن طبيعته تقبل الصعود علوا بالقهر لما صعد فما صعد إلا بطبعه أيضا مع سبب آخر عارض ساعده الطبع بالقبول لما أراد منه فالقبضة على الحقيقة قوله والله بكل شئ محيط ومن أحاط بك فقد قبض عليك لأنه ليس لك منفذ مع وجود الإحاطة وإلا فليست إحاطة وما هو محيط وصورة ذلك أنه ما من موجود سوى الله من الممكنات إلا وهو مرتبط بنسبة إلهية وحقيقة ربانية تسمى أسماء حسني فكل ممكن في قبضة حقيقة إلهية فالكل في القبضة واعلم أن القبضة تحتوي على المقبوض بأربعة عشر فصلا وخمسة أصول عن هذه الأربعة عشر فصلا ظهر نصف دائرة الفلك وهي أربع عشرة منزلة وفي الغيب مثلها وهذه الفصول تحوي جميع الحروف إلا حرف الجيم فإنها تبرأت منه دون سائر الحروف وما علمنا لما ذا وما أدري هل هو مما يجوز أن يعلم أم لا فإن الله تعالى ما نفث في روعنا شيئا ولا رأيته لغيرنا ولا ورد في النبوات فرحم الله عبدا وقف عليه فألحقه في هذا الموضع من كتابي هذا وينسب ذلك إليه لا إلي فتحصل الفائدة بطريق الصدق حتى لا يتخيل الناظر فيه أن ذلك مما وقع لي بعد هذا فإن فتح علي به حينئذ أذكره أنه لي فإن الصدق في هذا الطريق أصل قاطع لا بد منه ولا حظ له في الكذب وهذه الخمسة الأصول متفاضلة في الدرجات فأعلاها وأعمها هو العلم وهو الأصل الوسط وعن يمينه أصلان الحياة والقدرة وعن يساره أصلان الإرادة والقول وكل

115

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست