responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 610


الحق في تلك الحضرة عند تلك النظرة هل كان بينكم وبينه علامة تعرفونه بها فيقولون نعم فيتحول لهم سبحانه في تلك العلامة مع اختلاف العلامات فإذا رأوها وهي الصورة التي كانوا يعبدونه فيها حينئذ اعترفوا به ووافقهم العارف بذلك في اعترافهم أدبا منه مع الله وحقيقة وأقر له بما أقرت الجماعة فهذه فائدة علم المواقف وما ثم منزل ولا مقام كما قلنا إلا وبينهما موقف إلا منزلان أو حضرتان أو مقامان أو حالان أو منازلتان كيف شئت قل ليس بينهما موقف وسبب ذلك أنه أمر واحد غير أنه يتغير على السالك حاله فيه فيتخيل أنه قد انتقل إلى منزل آخر أو حضرة أخرى فيحار لكونه لم ير الحق أوقفه والتغيير عنده حاصل فلا يدري هل ذلك التغير الذي ظهر فيه هل هو من انتقاله في المنزل أو انتقاله عنه فإن كان هنالك عارف بالأمر عرفه وإن لم يكن له أستاذ بقي التلبيس فإنه من شأن هذا الأمر أن لا يوقفه الحق كما فعل معه فيما تقدم وكما يفعل معه فيما يستقبل فيخاف السالك من سوء الأدب في الحال الذي يظهر عليه هل يعامله بالأدب المتقدم أوله أدب آخر وهذا لمن أوقفه الحق من السالكين فإذا لم يوقفه الحق في موقف من هذه المواقف ولم يعطه الفصل بين ما ينتقل إليه وعنه كان عنده الانتقالات في نفس المنزل الذي هو فيه فإنه ما ثم عند صاحب هذا الذوق إلا أمر واحد فيه تكون الانتقالات وهو كان حال المنذري صاحب المقامات وعليها بنى كتابه المعروف بالمقامات وأوصلها إلى مائة مقام في مقام واحد وهو المحبة فمثل هذا لا يقف ولا يتحير ولكن يفوته علم جليل من العلم بالله وصفاته المختصة بما ينتقل إليه فلا يعرف المناسبات من جانب الحق إلى هذا المنزل فيكون علمه علم إجمال قد تضمنه الأمر الأول عند دخوله إلى هذه الحضرات ويكون علم صاحب المواقف علم تفصيل ولكن يعفى عنه ما يفوته من الآداب إذا لم تقع منه وتجهل فيه ولا يؤثر في حاله بل يعطي الأمور على ما ينبغي ولكن لا يتنزل منزلة الواقف ولا يعرف ما فاته فيعرفه الواقف وهو لا يعرف الواقف فلهذا المنزل الذي نحن فيه موقف يجهل لا بل يحار فيه صاحب المواقف لأن المناسبة بين ما يعطيه الموقف الخاص به وبين هذا المنزل بعيدة مما بنى المنزل عليه وكذلك الذي يأتي بعده غير أن النازل فيه وإن كان حائرا فإنه يحصل له من الموقف في تلك الوقفة إذا ارتفعت المناسبة بين المنزل والوقفة إن المناسبة ترجع بين الوقفة والنازل فيعرف ما تستحقه الحضرة من الآداب مع ارتفاع المناسبة فيشكر الله على ذلك فصاحب المواقف متعوب لكنه عالم كبير والذي لا موقف له مستريح في سلوكه غير متعوب فيه وربما إذا اجتمعا ورأى من لا موقف له حال من له المواقف ينكر عليه ما يراه فيه من المشقة ويتخيل أنه دونه في المرتبة فيأخذ عليه في ذلك ويعتبه فيها ويقول له الطريق أهون من هذا الذي أنت عليه ويتشيخ عليه وذلك لجهله بالمواقف وأما صاحب المواقف فلا يجهله ولا ينكر عليه ما عامله به من سوء الأدب ويحمله فيه ولا يعرفه بحاله ولا بما فإنه من الطريق فإنه قد علم إن الله ما أراده بذلك ولا أهله فيقبل كلامه وغايته إن يقول له يا أخي سلم إلى حالي كما سلمت إليك حالك ويتركه وهذا الذي نبهتك عليه من أنفع ما يكون في هذا الطريق لما فيه من الحيرة والتلبيس فافهم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الثمانون ومائتان في معرفة منزل مالي وأسراره من المقام الموسوي ) قلت مالي فقال مالك عبدي * قلت مالي فقال مالك عندي قلت لما أضفته لي ملكا * لم خصصته بقولك عندي قال لما علمت أنك عندي * كان ما تحت ملك عندك عندي قلت إن كان عين إنك أني * صح ما قلت إن عندك عندي وكما قلت إن عندك عندي * فلنقل نحن إن عندك عندي وهو أولى فإن ذاتي ظرف * وتعاليت أنت فالعند عندي هذا منزل عال ليس بينه وبين موقفه مناسبة فترجع المناسبة إلى الواقف كما كان في المنزل الذي قبله من هذا المنزل قال يعقوب عليه السلام لبنيه وما أغنى عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا لله ومن هذا المنزل قال محمد صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين فوقف على الصفا وجاء الناس يهرعون إليه فقال لأكرم الناس عليه يا فاطمة

610

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 610
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست