نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 602
المشاهدة وأما خطؤه فقوله ارتفع الحجاب ولم يقيد وإنما يقال ارتفع حجاب بشريته ولا شك أن خلف حجاب بشريته حجبا أخر فقد يرتفع حجاب البشرية ويقع الكلام من الله لهذا العبد خلف حجاب آخر أعلاها من الحجب وأقربها إلى الله وأبعدها من المخلوق المظاهر الإلهية التي يقع فيها التجلي إذا كانت محدودة معتادة المشاهدة كظهور الملك في صورة رجل فيكلمه على الاعتدال للعادة والحد وقد تجلى له وقد سد الأفق فغشي عليه لعدم المعتاد وإن وجد الحد فكيف بمن لم ير حدا ولا اعتاد فقد تكون المظاهر غير محدودة ولا معتادة وقد تكون محدودة لا معتادة وقد تكون محدودة معتادة وتختلف أحوال المشاهدين في كل حضرة منها فمن عدل عن حضرة المكالمة فقد لحق بأهل الخسران وإن سعد ولكن بعد شقاء عظيم وإن من الناس من أصحاب الدعاوي في هذه الطريقة الذين قال الله فيهم وقد خاب من دساها حين أفلح من زكاها فيزعمون أنهم يكلمون الله في خلقه ويسمعون منه في خلقه وهو في نفسه مع نفسه ما عنده خبر من ربه لأنه لا يعرفه ولا يعرف كيف يسمع منه ولا ما يسمع منه فأصحاب الدعاوي في هذه الطريقة كالمنافقين في المسلمين فإنهم شاركوهم في الصورة الظاهرة وبانوا بالبواطن فهم معهم لا معه فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله وهو والله من عنده ولكن من غير الوجه الذي يزعمون ولهذا شقوا بما قالوه وإن كانوا لا يعتقدونه وسعد الآخر بقوله إنه من عند الله واعتقاده ذلك على غير الوجه الذي يعطي الشقاء فالقول واحد والحكم مختلف فسبحان من أخفى علمه عن قوم وأطلع عليه آخرين لا إله إلا هو العزيز الحكيم ولا يكون الأمر إلا هكذا فإنه هكذا وقع ولا يقع إلا ما علم أنه يقع كذا فإنه في نفس الأمر كذا لا يجوز خلافه وهنا عقدة لا يحلها إلا الكشف الاختصاصي لا تحلها العبارة وإذا فهمت هذا فاعلم أنه من آخر فصول هذا المنزل التعاون على البر والتقوى فإنه يكون عنه علم شريف يتعلق بمعرفة الأسباب الموضوعة في العالم وإن رفعها عينا لا يصح إذا كان السبب علة فإن لم يكن علة فقد يصح رفع عينه مع بقاء لازمه لكن لا من حيث هو لازم له بل من حيث عين اللازم فهو لما هو لازم له على الطريقة المختصة لا يرتفع وهو من حيث عينه وإن كان لازما لغيره فيكون أثره لعينه فيوجد حكمه لعينه ففي الأسباب التي ترفع ويوجد اللازم يفعل لعينه كالغذاء المعتاد على الطريقة المختصة به يلازمه الشبع بالأكل منه وقد يكون الشبع من غير غذاء ولا أكل ومثل السبب العلي وجود اتصاف الذات بكونها شابعة لوجود الشبع فلو رفعت الشبع ارتفع كونه شابعا فمن الأسباب ما يصح رفعها وما لا يصح وتقرير الكل في مكانه وعلى حده على ما قرره واضعه هو الأولى بالأكابر وينفصلون عن العامة بالاعتماد فلا اعتماد للأكابر في شئ من الأشياء إذا وصفوا بالاعتماد إلا على الله فمن منع وجود الأسباب فقد منع ما قرر الحق وجوده فيلحق به الذم عند الطائفة العالية وهو نقص في المقام كمال في الحال محمود في السلوك مذموم في الغاية والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الثامن والسبعون ومائتان في معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوي والمحمدي ) منزل الألفة لا يدخله * غير موجود على صورته فتراه عند ما تبصره * نازلا فيه على سورته حاكما فيه بما يعلمه * جاريا فيه على سيرته فاصطفاه الحق مرآة له * فلهذا زاد في سورته فنهاه الله أعلاما له * أن ذاك النهي من غيرته عند ما حجر ما كان له * مطلقا نزه عن حيرته أكل المنهي عنه فبدت * رتبة الأكل في عورته فدري حين رآها أنها * زلة جاءته من جيرته لا يتألف اثنان إلا لمناسبة بينهما فمنزل الألفة هي النسبة الجامعة بين الحق والخلق وهي الصورة التي خلق عليها الإنسان ولذلك لم يدع أحد من خلق الله الألوهية إلا الإنسان ومن سواه ادعيت فيه وما ادعاها قال فرعون أنا ربكم الأعلى
602
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 602