نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 594
حذفه من الكلمة فإن الترخيم التسهيل ومنه رخيم الدلال في وصف المعشوق المستحسن أي هو سهل ومثل الترخيم في المرخم هو أن تحذف الآخر من اسم المنادي فتقول إذا ناديت من اسمه حارث يا حار هلم فحذفت آخر الكلمة طلبا للتسهيل ولتعلم إن الأسماء وأسماء الأفعال على قسمين معرب ومبني فما تغير آخره بدخول العوامل سمي معربا والإعراب التغيير يقال أعربت معدة الرجل إذا تغيرت وقد تغير هذا الاسم من حال إلى حال هذا بعض وجوه اشتقاقه من كونه سمي معربا والمبني هو كل اسم لفعل كان أو لغير فعل ثبت على صفة واحدة لفظه ولم يؤثر فيه دخول العوامل التي تحدث التغيير في العرب عليه فسمي مبنيا من البناء لثبوته وعدم قبوله للتغيير وهذا له باب في الصفة الثبوتية للإله من كونه ذاتا ومن ثبوت نسبة الألوهية إليه دائما والمعرب له باب في المعارف الإلهية من قوله كل يوم هو في شأن وسنفرغ لكم أيها الثقلان فهذا الفرق بين المعرب والمبني فإذا رخم الاسم فقد ينتقل إعرابه إلى آخر ما يبقى من حروف الكلمة فتقول يا حار هلم بعد ما كانت الراء مكسورة نقل إليها حركة الثاء ليعرف السامع أنه قد حذف من الاسم حرف فإنه إنما يعرف المنادي اسمه إذا كان اسمه حارثا بالثاء فإذا حذف الثاء ربما يقول ما هو أنا فإذا نقل إلى الراء حركة الثاء علم أنه المقصود كذلك إذا نودي العبد باسم إلهي ربما يقع في نفسه أنه جدير بذلك الاسم فينقل وصف عبوديته إلى ذلك الاسم الإلهي الذي نودي به هذا العبد فيعرف أنه المقصود من كونه عبدا لاستصحاب الصفة له هذا إذا نقل وإذا لم ينقل حركة المحذوف من الاسم لما بقي وترك على حاله كان القصد في ذلك قصدا آخر وهو ترك كل حق على حقيقته حتى لا يكون لكون أثر في كون ولا يظهر لكون خلعة على كون ليكون المنفرد بذلك هو الله تعالى فإن الضمة التي على الثاء من حارث هي لباسه فإذا خلعها على الراء في الترخيم فقد خلع كون على كون فربما قصده المخلوع عليه بالعبودية له والثناء عليه والخلع على الحقيقة إنما هو للمتكلم المنادي لا لحرف الثاء فالمنادي هو الذي خلع على الراء الرفع الذي كان لحرف الثاء لما أزال عينه من الوجود كخلع القطبية والإمامة من الشخص الذي فقد عينه إلى الشخص الذي قام في ذلك المقام إذ كان الله هو الذي أقامه لا هذا الإمام الذي درج فهذا قد بينا في هذا المنزل بعض ما عندنا من أسراره ليقع التنبيه على ما فيه للطالب إن شاء الله تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب السادس والسبعون ومائتان في معرفة منزل الحوض وأسراره من المقام المحمدي ) الحوض منزل وصف الماء بالكدر * وهي العلوم التي تختص بالبشر فالماء في العين صاف ما به كدر * والقعر يظهر ما فيه من الكدر وعلة الرنق كون الفكر ينتجه * فاطلب من العلم ما يسمو عن الفكر إن الخيال إذا جاءته قيدها * بالفكر في عالم الأجساد والصور والفكر من صورها وقتا يخلصها * لكنه غير معصوم من الضرر فاطلبه بالذكر لا بالفكر تحظ به * منزها خالصا من شائب الغير اعلم أيها الولي الحميم نور الله بصيرتك وحسن سريرتك أن العلوم على قسمين موهوبة وهو قوله تعالى لأكلوا من فوقهم وهي نتيجة التقوى كما قال تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله وقال إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وقال الرحمن علم القرآن ومكتسبة وإليها الإشارة بقوله تعالى ومن تحت أرجلهم يشير إلى كدهم واجتهادهم وهم أهل الاقتصاد والضمير في أرجلهم يعود على الذين أكلوا من فوقهم وهم الذين أقاموا كتاب الله وما أنزل إليهم من ربهم وهم المسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فمنهم من سبق بالخيرات ومنهم من أقام الكتاب من رقدته فإن التأويل من العلماء أضجعه بعد ما كان قائما فجاء من وفقه الله فأقامه من رقدته أي نزهة عن تأويله والتعمل فيه بفكره فقام بعبادة ربه وسأله أن يوقفه على مراده من تلك الألفاظ التي حواها الكتاب والتعريف من المعاني المخلصة عن المواد فأعطاهم الله العلم غير مشوب قال تعالى وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يعلمهم الحق ما يؤول إليه هذا اللفظ المنزل
594
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 594