نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 73
ويتخلف عن الصفة الثانية الخفاش ، كما هو متخلف عن الصفة الرابعة والخامسة أيضا . إذ يتصف بفم ويتوالد . وهو الوحيد من الطير الذي يكون كذلك . ولا نعرف طيرا يعيش في الماء بمعنى أنه هو موطنه الأصلي . كما لا نعرف طيرا مدرعا ، فإن وجود الدرع ، وهو العظم الضخم القوي يمنع عن الطيران . نعم يشترط في الطير ، مضافا إلى الصفات الخمسة السابقة أن لا يصدق عليه عرفا كونه حشرة . ولا إشكال أن الحشرات الطائرة كلها ليست طيرا . ولا يبعد أن الحد الفاصل وجود رجلين وأكثر فإن كان له رجلين فقط فهو طائر وإلَّا فهو حشرة . ولا يهم بعد ذلك عمره ولا حجمه ولا تحمله للبقاء تحت الماء مدة وعدم ذلك . ولا طيرانه الفعلي أو عجزه عن الطيران كالدجاج والنعام . كما يعم مفهوم الطير : الجارح وغيره ، ويعم الحمام والعصافير بكل أنواعها وحجومها . ويعم الوحشي وهو المبتعد عن الناس كالبومة والسنجاب الطائر . وعلى أي حال فيطبق عليها جميعا ما عرفنا من القواعد . ولا يبقى من الأفراد المشكوكة إلا الخفاش والحيوان عديم الجناحين الذي سمعنا عنه . أما الخفاش فلا يبعد كونه حشرة عرفا . وأوضح قرينة على ذلك صوته أولا وكونه ليس له دم عرفا ثانيا . وأما كونه يتوالد مع أن الحشرات تتكاثر بالبيض . فذلك لا يضر بصدق الحشرة عليه عرفا . لأن من الحشرات العرفية ما يتوالد كسام أبرص والفار وغيرها . وعلى أي حال لا بد من الفتوى بحرمة الخفاش ، للتسالم فقهيا على ذلك . يبقى عديم الجناح . فإن كان طائرا بالرغم من هذه الصفة . أمكن
73
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 73