responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 7  صفحه : 240


والتناول يكون على التدريج خلال الأيام والسنين ، فإذا حل كل واحد منها حل الجميع .
خذ إليك مثلا : إن الاستمرار في تدخين التبغ قد يكون سما تدريجيا ، وكما أن الاستمرار بزيادة الأكل قد يكون كذلك ، كما أن التعرض للبرد المتزائد أو الحر المتزائد ، قد يحصل فيه ذلك ، فهل نقول بحرمة كل ذلك ؟ كلا ، بكل تأكيد ، لا يفتي بذلك أحد . وهو دليل على عدم حرمة ما يسمى بالسم التدريجي .
نعم ، لو وصل الأمر إلى التسمم والمضاعفات المزعجة جدا ، صحيحا أو غيرها ، كان حراما . في الواقع يكون الحرام هو الدفعات الأخيرة التي أنتجت ذلك وصارت جزء العلة الأخير فيه ، دون ما قبلها .
هذا وينبغي أن يلتفت القاري اللبيب إلى أن الفقيه لو قال بحرمة المخدر بعنوانه لزمه القول بحرمة البنج والسكائر والقهوة والشاي والكوكاكولا والبيبسيكولا وغيرها من الأنواع التي لا تخلو من المخدر .
وهذا غير ممكن فقهيا لأن مقتضى أصالة البراءة جواز كل ذلك .
وقد يخطر في البال : أنه يمكن القول بأن المخدر حلال إلَّا أن المخدرات حرام . وهذا هذر من القول لأن المخدرات هي صيغة جمع للمخدر نفسه .
كما قد يخطر في البال : أن المخدرات التي تنتج الإدمان حرام وما لا ينتج الإدمان حلال .
وهذا غير صحيح لوجوه أهمها :
أولا : إن الإدمان بعنوانه ليس بمحرم ما لم ينتج ضررا عظيما إذ أن معنى الإدمان العام غير منحصر بالمخدرات أو المسكرات . بل يشمل غيرها أيضا كالاعتبار على بعض المأكولات والمشروبات . مما لا يمكن أن يقال بحرمته .

240

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 7  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست