responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 7  صفحه : 234


ومن هنا نرى أن المدمن على الشاي أو القهوة أو السيكارة أو على استعمال بعض الحبوب كالاسبرين ، مثلا ، لا يناله ضرر حقيقي من أي من النوعين .
نعم ، لا يبعد أن يكون الإفراط في القهوة والسيكارة يحتوي على إضرار من نوع سابق . وهي الإضرار الصحيحة غير المباشرة ، كالأضرار في الكبد والرئتين والقلب ونحو ذلك وقد يؤدي في النتيجة إلى قصر العمر والوفاة المبكرة ، وهو ما يسمى عرفا ، بالسم التدريجي بهذا المعنى مهما قل تأثيرها أحيانا .
نبقي الآن مع الالتفات إلى النوعين من الإضرار التي ذكرناهما أخيرا .
أما النوع الأول ، وهو التغير في شخصية المدمن عن غيره ، فهو مما تعرضت له المصادر ، كضعف عام في الذاكرة وضعف عام في الجسم وإهمال لأمور عمله وغموض في إدراكه لمستقبله وعدم تفكيره به أو تصوره له . هذا مع قضاء غالب وقته بالاشتغال بالحصول فإن المادة المطلوبة ، أو الحصول على أثمانها . فهو يعمل طيلة حياته ووقته من أجل ذلك ، ولو بمعنى غير مباشر ، وبذلك تتضاءل فائدته الحقيقة لنفسه وللمجتمع .
وأما النوع الثاني من الإضرار ، فهو مما أهملته المصادر المتوفرة ، إلَّا أنه ضرر معروف ومشهور . فهو يشمل : ضعف الذاكرة - ضعف القدرة على التفكير - الصداع - الدوخة - ضعف عام في الجسم - صعوبة المشي - صعوبة التركيز - صعوبة الحديث عن تفاصيل مهمة أيا كانت - وقد يؤدي الأمر إلى الغيبوبة .
وكل من هذه الأمور وغيرها ممكنة الحدوث عند تأخير التعاطي ، الأمر الذي يشحذ همة الفرد للتعاطي ويعتبره كدواء لعلته ، أو دواء يفيد به الفرد والمجتمع ، باعتبار أنه يصبح في حال نشاط وقوة يستطيع أن يؤدي به الفائدة التي يريدها لنفسه أو لغيره أيا كانت .

234

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 7  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست