نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 187
وهذان الأمران يعنيان ضمنا أن العضو الحي لا يتكون فقط من مواد عضوية أو حياتية ، بل يتكون أيضا من مواد معزولة عن الحياة لتكوين مادته ، باعتبار كونه متحركا ذاتيا كما هو واضح . إلَّا أن هذا يعني في نفس الوقت أننا لا نستطيع أن نعني من المادة العضوية كل مادة مشاركة في تكوين العضو الحي . لاندراج ما ليس بمادة عضوية فيه أيضا . فيبقى تحديد المادة العضوية من هذه الناحية مجملا غائما أيضا . اللهم إلَّا أن نقول أحد أمرين : الأول : إن المادة تكون عضوية عند اشتغالها فعلا في العضو الحي . وأما إذا انفصلت فهي تعد ميتة وليست عضوية ، ولا يختلف في ذلك نوعها أو مصدرها مهما كان . إلَّا أن هذا ليس في صالح الكيميائيين ، لأنهم يعتبرون بعض المواد عضوية وإن كانت منفصلة عن العضو الحي . الثاني : أن نميز بين نوعين من المواد المشاركة أو القابلة المشاركة في العضو الحي . فما يكون له دخل في حياة العضو الحي فهي مادة عضوية وما لم يكن له دخل أو أثر في ذلك فهو مادة غير عضوية . وهذا أيضا غير صالح للكيميائيين ، وذلك لأنه من زاويتهم تحويل على مجهول . لوضوح أن كل المواد المشتركة فعلا في العضو الحي تبدو وكأنها مشتركة في حياته . فكيف نميز بين المواد بما لا يستطاع تمييزه . إذن ، يبقى معنى المواد العضوية المحدد ، غير محدد . فإن رجعنا إلى التحديدات الحديثة التي نقلناها فيما سبق ، كانت المشكلة أكبر من حيث أن التحديدات الستة التي سمعناها كلها قائمة على الأغلبية وليس على الشمول كما هو واضح من نصوصها . وهذا يؤكد ما قلناه من أن العلوم التجريبية بعيدة عن التحديد المنطقي بشكل مؤسف .
187
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 187