نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 186
كالكيمياء والفيزياء وغيرها ، كما هو واضح لمن يستعرضها ويخوض غمارها . هذا ، ومعه لا حاجة إلى فرض ( القوة الحية ) في المادة العضوية ، بحيث تبقى معها حتى مع انفصال المادة عن العضو الحي فعلا . إذ من الواضح أن العضو الحي نفسه سوف يموت إذا انفصل عن المجموع الحي كجسم الإنسان ، فكيف لا تموت المادة العضوية مع الانفصال . ويبقى الحديث عن حياتها حديث خرافة . والمادة العضوية ، قد تكون من المواد أو العناصر الأساسية في الطبيعة ، بحيث يكون الجزء منها مادة عضوية أيضا ، كما قد تكون مركبة من عدة مواد ، تصلح بمجموعها للمشاركة في العضو الحي . فيكون المجموع ( مادة عضوية ) دون المواد المختلطة فيه . إذ لعل هناك يحدث نحو من التفاعل يجعل من المادة غير العضوية عضوية بهذا المعنى . ومنه نعرف إمكان استحصال أو تخليق المادة العضوية من مواد غير عضوية . كما فعل فوهلر . ولا يكون هذا نافيا لاستقلال المادة العضوية في الأهمية والأثر . ومن الواضح أنهم استغلوا ذلك للتركيز على جهة عقائدية ( مادية ) الاتجاه . وانه لا توجد هناك ( حياة ) في الأعضاء الحية . واعتبروه انتصارا عظيما للعلم الحديث . مع العلم أننا قد عرفنا إلى الآن : أولا : إن المواد غير العضوية قد تشارك مباشرة في تنمية العضو الحي . مع العلم أنها باليقين غير عضوية ، لأنها من جنس المواد الأرضية الخالية من الحياة يقينا كالصخر نفسه . مثل الحديد والملح كما سبق . ثانيا : إن المواد غير العضوية قد تجتمع في مركب من مواد عضوية أو غير عضوية ، فيحصل بالتفاعل فيما بينها مادة عضوية يمكنها المشاركة في تنمية العضو الحي .
186
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 186