نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 368
الفكرة الثانية : أن هناك عبادات متعددة في الشريعة منها فردية كالصلاة والصوم ومنها اجتماعية كقضاء حاجة المؤمن . فقد يكون من الأفضل إيجاد مركب عبادي متكامل يحتوي على عبادات متعددة حسب ما يرى الشارع المقدس من مصلحة في هذا التركيب . وهذا موجود في الشريعة كثيرا ، فالصلاة نفسها تحتوي على عبادات متعددة كقراءة القرآن والدعاء والذكر والسجود وغير ذلك . ومن أوضح مصاديق ذلك : الحج ، حيث يحتوي على الطواف والصلاة والدعاء والذكر والذبح ، وغيرها ، ممّا يعتبر عبادة حتى في غير الحج . وخاصة إذا لاحظنا مستحباته إلى جنب واجباته . فكذلك الأمر في الاعتكاف ، لو نظرناه كمجموع . فإن الواجب فيه أمران ، كلاهما عبادة : الصوم والمكث في المسجد . وأعني بالواجب كونه جزءا ضروريا له . فإذا انضم إلى ذلك الدعاء والذكر ، وحصول الصلاة اليومية وغيرها في المسجد ما دام الفرد هناك أيضا كان أفضل . فإذا انضم إلى ذلك أهمية الزمن كأحد الأشهر الثلاثة : رجب وشعبان وشهر رمضان . كان أكثر فضلا وهكذا . الفكرة الثالثة : إذا كان بعض أساتذتنا قد لاحظ في الاعتكاف مجرد البعد عن الناس وهجران المجتمع . فإننا يمكن أن نلحظ أكثر من ذلك وهو الإعراض عن الدنيا وهجران الشهوات . وهذا يتحقق ولو اجتمع المعتكف بمن يشاء من الناس . والذي أشرنا إليه هو جائز على أي حال ، بل لا إشعار في الشريعة أصلا على كراهته فضلا عن حرمته . إلَّا أن الاعتكاف مع ذلك مع حسن التصرّف ، يحتوي على أمور أخرى واجبة حينا ومستحبة حينا وملازمة حينا . فالأمر الواجب هو مجانبة الزوجة طيلة الاعتكاف وفيه هجران الشهوة الجنسية . وفيه هجران المنزل ، وصعوبة الحصول على المأكل والمشرب نسبيا أو قلة أو رداءة ما تحصل منهما نسبيا أيضا . وكذلك قد يختار الفرد لنفسه
368
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 368