نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 356
ذنوبهم وعيوبهم ، وأحيانا تطرفاتهم في الباطل . الأمر الذي يوجب الهم والغم عند المسلم المخلص ، بل قد لا يكون متحملا على الإطلاق . الأمر الثامن : أن مخالطة المجتمع يوجب عادة على الفرد أن يجاري الناس حاجاتهم وثقافتهم ومستويات تفكيرهم ، الأمر الذي قد يورط الفرد في كثير ممّا هو حرام في الشريعة أو مشبوه يعني محتمل الحرمة . وقد ورد ( من حام حول الشبهات كاد أن يقع في المحرمات ) . ولا شكّ أن مجانبة المجتمع أو قلة الاتصال به ، يكون سببا لأن يكفى الفرد ما هو في غنى عنه ممّا عرفناه في هذا الأمر والأمر الذي قبله . الأمر التاسع : لا شكّ أن قلَّة الاتصال بالمجتمع يوفّر الفرد للعبادة وذكر اللَّه سبحانه ، أكثر من أي شيء آخر . ويصرف عنه كثيرا من موانع ذلك . فإذا كان الفرد راغبا في العبادة والدعاء والاستزادة منهما ، كان لا بدّ له عادة تقليص وجوده الاجتماعي . هذا إلى أمور أخرى ، لا تخفى على اللبيب . وكلها مرجّحة للعزلة وقلة الاتصال بالناس ، على مستوي إسلامي ومعترف به في الشريعة بدون شك . نعم قد توجد تكاليف إسلامية إلزامية ، يعني واجبات أو محرمات لا بدّ من تطبيقها وإطاعتها ، تلزم الفرد بالاتصال بالناس . ولولاها لما كان للاتصال بالناس من الناحية الدينية و * ( ابْتِغاءَ رِضْوانِ ا للهِ ) * [ البقرة : 207 ] أي معنى . وهي عدة أمور : الأمر الأول : التفقّه في الدين . فإنها من الأمور الواجبة على الفرد إجمالا ، كل حسب مستواه . فقد ورد ، أنه يؤتى بالفرد يوم القيامة فيقال له : لماذا لم تعمل ؟ فيقول : لم أتعلم فيقال له : لماذا لم تتعلم ؟ فينقطع ويؤمر به إلى النار .
356
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 356