نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 287
الحج ، سواء وجدت له جميع شرائط الاستطاعة الفقهية الآتية أم لا . ولا إشكال أن بعضها دخيل في الصدق العرفي كالقدرة المالية والوقت وتخلية السرب وصحة البدن . الأمر الثالث : القدرة الشرعية ملحوظا فيها ، خصوص الأدلة النافية للتكليف ، أعني أدلة نفي الحرج والعسر والضرر ونحوها . فإن كان المكلف مصداقا لبعضها لم يكن قادرا شرعا لانتفاء التكليف بالنسبة إليه . بخلاف ما لو كان مصداقا لعدم الجميع ، فإنه يكون قادرا ومستطيعا ، وإن لم يكن جامعا لشرائط الاستطاعة الآتية . الأمر الرابع : القدرة الشرعية ، كما وردت في الروايات الخاصة ، من الزاد والراحلة والوقت والأمن في الطريق وتخلية السرب وغير ذلك ممّا يأتي . فلا بدّ أن نفحص هذه الوجوه جميعا كل منها ضمن جهة من الكلام . الجهة الأولى : في القدرة العقلية . قال سيدنا الأستاذ [1] : ( إن مقتضى حكم العقل اعتبار القدرة والتمكن في الحج كسائر التكليف والواجبات الإلهية ، والآية الكريمة أيضا تدل على ذلك . ولا تزيد على حكم العقل . فإن الاستطاعة المذكورة فيها هي القدرة والتمكن . فالآية إرشاد إلى ما حكم به العقل ، ويكون الحج بمقتضى العقل والآية المباركة واجبا عند التمكن والقدرة ) . وفيما قاله مواقع للنظر والمناقشة : أولا : أننا لا يمكن أن ننفي كون الحج كسائر التكاليف تعتبر فيه القدرة العقلية . لوضوح أنه بدونها لا يكون واجبا جزما . وإنما الكلام فيما هو الزائد عن ذلك من الشرائط . لأننا تارة نلحظ القدرة من حدّها الأدنى وأخرى نلحظها من حدّها