نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 284
وعدد دفعات الرمي لغير جمرة العقبة ثلاث أيضا . مرة في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة ومرة في اليوم الثاني عشر ومرة في اليوم الثالث عشر والرمي في جمرة العقبة ثلاث أيضا لمن خرج من منى في النفر الأول . وهو اليوم الثاني عشر . وهي أربع لمن بقي للنفر الأخير ، أي اليوم الذي يليه فتزيد على أختيها بمرة واحدة هي المرة التي ترمى يوم العيد . لأنها أهم منهما ، و ( عقبة ) كؤود في طريق الخير . كما أننا إذا لاحظنا عدد أشواط الطواف وعدد الحصى المرمي في كل جمرة لرأيناه متحدا أيضا ، وهو السبعة في كلا الحالين . فنفهم من ذلك معنى مهما وهو : أن الوازع إلى اللَّه تعالى والوازع عن الشيطان يجب أن يكونا متعادلين في نفس الإنسان متعاونين في تربيته وكماله . وأي منهما نقص عن الآخر ، كان في ضرر الفرد لا محالة . ولعل من الطريف أن نلاحظ تشريعا بسيطا في الحج ، لا يكاد يكون ملفتا للنظر في ذلك الخضم الهائل من الأعمال المتواصلة ، وهو استحباب جمع الحصيات ، من أرض المشعر الحرام ، لاستعمالها في رمي الجمرات . إنه ليعطي رمزية كاملة وواضحة عن أن الفرد يجمع سلاحه ضد الشيطان من بقعة إلهية مقدسة من أرض اللَّه تعالى ، وهذا صادق دائما على المستوي الدنيوي والأخروي ، المادي والمعنوي . ولعل من المستطاع أن تستفيد رمزية الجمرة عن الشيطان من تسميتها بهذا الاسم نفسه . باعتبار أن الجمرة من النار . وخلقة الشيطان من النار كما نصّ عليه القرآن الكريم . ولا يخفى ما في تشريع رمي جمرة العقبة ، التي هي أهم رموز الشيطان ، في يوم الأضحى المبارك ، وتجمهر المسلمين حولها طول النهار راجمين مستنكرين ، لا يخفى ما فيه من الإعلان الواضح على رؤوس الأشهاد عن هذا المعنى الجليل . وهو استنكار الشيطان وشجب أعماله ومغرياته من قبل جميع المسلمين .
284
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 284