نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 276
إذن فحرمة المشعر حرمة إضافية غير حرمة الحرم المكي ، لا تتصف بها سائر مناطقه ، بما فيها عرفات ومنى . الأمر الثاني : الفرق بين المنطقتين ، بمقدار ما يدل عليه الاسم : المشعر وعرفات . أما عن الحرمة فهناك حرمات ثلاث للحجاج : حرمة الحرم المكي ، وحرمه الإحرام وحرمة المشعر . وكل منها لها آثارها مع اشتراكها بالاحترام والتقديس . أما حرمة الحرم ، فتتضمن - كما علمنا - حرمة الاعتداء على الإنسان والحيوان والنبات ، باعتباره مستجيرا بالمنطقة حافظا حياته ووجوده فيه . حتى لو كان مجرما لم يجز عقابه في الحرم . بل يجب انتظاره إلى أن يخرج . أما حرمة الإحرام ، فقد عرفنا تفاصيلها ، وما تتضمنه والحكمة من ذلك . أما حرمة المشعر الحرام ، فهي ليست مجرد اشتراك بين الحرمتين السابقتين ، لأن هذا الاشتراك موجود في عرفات ومنى أيضا خلال الحج ، ولم تصبح لها أهمية المشعر . ولكنها حرمة معنوية إضافية ، يمكن قياسها بشكل وآخر على حرمة الكعبة نفسها ، لأنها هي البيت الحرام . وهي حرمة زائدة على حرمة الحرم ، بل قد أصبح الحرم حراما من أجلها . فهي المركز والباقي شعاع له وانتشار منه . وهذا فرقه عن حرمة المشعر الحرام التي لا نجد لها شعاعا خارجها . مع اشتراكهما في كونها حرمة معنوية وقدسا إلهيا متعاليا . وأما عن الأمر الثاني . ففي حدود ما يمكن فهمه : أن التسمية اختصّت فيما يمكن أن تعطيه المنطقة من نتائج . فعرفات مشتقة من المعرفة ، فالوقوف فيها يعطي المعرفة . والمشعر مشتق من الشعور . فالوقوف
276
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 276