نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 232
ذلك : استصحاب الحل إلى هذه المنطقة ، وأصالة البراءة عن أحكام الحرم في غيرها . وأما استصحاب الحرم فهو مبني على جريانه في الشبهة المفهومية التي يكون المقام موردا لها . ولو فرض جريانه نرجع إلى أصالة البراءة المشار إليها بعد التساقط . وقد ذكر بعض الفقهاء حدود الحرم أنه بريد في بريد - أي بريد طولا وبريد عرضا - والبريد أربعة فراسخ والفرسخ ستة كيلو مترات تقريبا . أقول : فيكون المجموع 6 4 24 كيلو مترا . وهو اعتماد على بعض الأخبار التي لا تخلو من مناقشة . ثم ذكر أنه : روي أن جبرئيل عليه السّلام أخذ بيد إبراهيم الخليل عليه السّلام وأوقفه على حدود الحرم . فنصب عليها الخليل علامات تعرف بها . فكان إبراهيم عليه السّلام أول من وضع علامات حدود الحرم . ثم جدّد عهدها قصيّ بن كلاب . ثم قريش على عهد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ثم جدّدها الرسول الأعظم في أيامه . ولم تزل العلامات موجودة حتى الآن يتعاهد ولاة المسلمين تجديدها حتى اليوم . قال : وإليك بيان هذه الحدود مع بيان مسافاتها : 1 - شمالا ، من جهة المدينة المنورة ، المكان المسمّى بالتنعيم أو مسجد العمرة . والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تعد بنحو أربعة أميال . 2 - غربا ، من جهة جدة . عند المكان المسمّى : العلمين . أو بالحديبية . والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو عشرة أميال . 3 - شرقا ، من جهة نجد ، عند المكان المسمّى بالجعرانة . والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو ثمانية أميال . 4 - جنوبا ، من جهة عرفة عند نمرة ، والمسافة بينه وبين المسجد تقدر بنحو ثلاثة عشر ميلا . أقول : وهذا معناه أن الحرم تفاوت في مسافته تفاوتا كبيرا جدا . وهذا لا معنى له ومخالف لارتكاز المتشرعة بكل تأكيل . بل معارض
232
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 232