نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 192
وهذا واضح فقهيا لا يحتاج إلى استدلال ، إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن قوله : مروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين . واضح في الذكور . ولا حاجة إلى تجريده عن الخصوصية ليشمل الإناث إلا إذا فهمنا من الأمر ما هو أعلم من الوجوب والاستحباب . وإذا اختص بالذكور ، بقي الإناث مشمولا للأدلة الأخرى بعد التجريد عن الخصوصية كصحيحة محمد بن مسلم التي تخص التمرين مع الطاقة . والمهم الآن ذكر الدليل باختصار إلى شرعية عبادات الصبي المميز . ويبقى تفصيل الكلام موكولا إلى الفقه : ويمكن الاستدلال عليه بعدة أدلة : الدليل الأول : أن الصبي المميز يصدق عليه أنه من المسلمين وأنه من المؤمنين وأنه أخ في الإسلام ، لوضوح هذه الأفكار في ذهنه بشكل كاف . وليس اعتقاده تبعيا صرفا بل عن قناعة واعتقاد ، وهذا يكفي من صدق تلك العناوين ، لأن كثيرا من الكبار بل أكثرهم ليس اعتقادهم أكثر من ذلك . وإذا صدق عليه هذه العناوين شملته إطلاقات الأدلة كلها . كقوله تعالى * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ ) * [ البقرة : 183 ] . وقوله تعالى * ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) * [ البقرة : 43 ] وغير ذلك كثير . يبقى في المقام إشكالات : الإشكال الأول : أن هذه الأوامر والنواهي واردة للإلزام : الوجوب والتحريم ، ولا شك أن الإلزام ساقط عن الصبي . فإذا سقط الوجوب لا يبقى دليل على الاستحباب . وقد يجاب بأن الإلزام يحتوي على جنس وفصل ، فجنسه جامع الطلب وفصله الإلزام . فإذا زال الفصل أمكن أن يبقى الجنس بفصل آخر وهو الاستحباب .
192
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 192