نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 175
الأمر الذي نفهم منه : أن الشارع الإسلامي المقدس قد أخذه بنظر الاعتبار بصفته شخصا عاقلا قابلا لتحمل بعض المسؤولية . ومن هنا يمكن أن نقيد هذا الفهم المستفاد من مجموع هذه الروايات حديث رفع القلم ، فيختص عندئذ بغير المميز . إذن ، فمن الصحيح أن الصبيّ المميز مشمول للمستحبات والمكروهات . بل وللواجبات والمحرمات بدون العقوبة على تركها . يعني يشمله الحكم والخطاب فيها بصفته مسلما . ولكن لا يعاقب على تركها . وهو معنى ما قلناه إنها بمنزلة المستحبات له . بل أثبت كثير من الفقهاء صحة اعتقاده إذا شهد بالإسلام والاعتقاد الحق . وانفكاك تبعيته لأبويه إن كانا غير مسلمين . وبالعكس إذا اعتقد الباطل بأي أنواعه والعياذ باللَّه . كما أثبتوا عدالته فيما إذا أصبحت له الصفة التي يكون بها المكلف البالغ عادلا . فإذا قلنا بصحة صلاته ، وإنها لا على وجه التدريب والتمرين ، وكان عادلا أمكن أن يصبح إماما للجماعة حتى للبالغين . ولا يمنع وجوده في الصف الأول من صلاة الجماعة ، كما كان يقول عدد من الفقهاء السابقين . بل تكون شهادته في النكاح والطلاق مقبولة ، إلى غير ذلك . وتمام الكلام في محله . الجهة الثالثة : في الحكم الوضعي : وقد قلنا إنه غير مشمول لرفع القلم . كما فهمنا أنه خاص بالتشريع أو التكليف . بل حتى لو قلنا بأنه بلفظه شامل للوضع . إلا أن هناك قرينة عامة تمنع عن ذلك . وهو سياق الامتنان والإرفاق . وذلك : أن الإرفاق غير خاص بواحد بل يشمل الأمة المسلمة كلها . فإذا قلنا بإسقاط الحكم الوضعي فقد ينال الضرر الآخرين كالضمان فيما إذا
175
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 175