نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 138
هذا مضافا إلى أنه يستطيع أن يعتمد القمر كأداة للتوقيت في الليل حين لا يرى للشمس وجودا ولا ضوءا لمدة قد تقرب من شهرين . لكن هذا كله ، فيما إذا أمكن رؤية القمر بأي أشكاله ، بالرغم من الضباب الكثيف في جو القطب . ولا يبعد أن يكون الساكن في محيط الدائرة القطبية تقريبا ، ممن يمكنه ذلك . وأما في وسط القطب فلا يوجد ساكن . الجهة السادسة : في تحليل بعض ما قاله بعض أساتذتنا حيث اعتبر أن ولادة الهلال تشكل بداية الشهر الطبيعي أو الفلكي ولكنها لا تشكل بداية الشهر القمري الشرعي ما لم يحصل الهلال القابل للرؤية عند الغروب . ولذا يتأخر [1] الشهر الشرعي عن الشهر الطبيعي باستمرار لاستحالة أن يولد الهلال من أول أمره عريضا قابلا للرؤية . قال عندئذ ما لفظه : وقد تقول : إن الشهر القمري الشرعي قد يتأخر ليلة عن الشهر القمري الطبيعي ، كما تقدم . وإن الشهر الطبيعي قد يكون تسعة وعشرين يوما كما مرّ . وهذان الافتراضان إذا جمعناهما في حالة واحدة ، أمكننا أن نفترض شهرا قمريا طبيعيا ناقصا بدأ ليلة السبت وتأخر عنه الشهر القمري الشرعي يوما فبدا ليلة الأحد ، نظرا إلى أن الهلال في ليلة السبت لم يكن بالإمكان رؤيته . وفي هذه الحالة ، نلاحظ أن الشهر القمري الطبيعي بحكم افتراضه ناقصا سينتهي في تسعة وعشرين يوما . ويهل هلال الشهر التالي في ليلة الأحد بعد مضي تسعة وعشرين يوما . وقد يكون الهلال في ليلة الأحد ممكن الرؤية . فيبدأ الشهر القمري التالي طبيعيا وشرعيا في هذه الليلة . ونتيجة ذلك أن يكون الشهر القمري الشرعي الأول مكونا من ثمانية
[1] هذا وما بعده من كاتب هذه الحروف إلى نهاية الفقرة . وليس من المصدر .
138
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 138