نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 132
وهذا لا يمكن تفسيره إلا بانحراف مسار القمر عن مساره الأصلي أحيانا ورجوعه إليه أحيانا . وهذا انحراف آخر غير الانحراف الذي قالوه . وكذلك قد يكون منسوبا إلى انحراف مسار الأرض أحيانا حول الشمس ، بنفس المعنى . وهو أن الكوكب قد لا يسير في مسار واحد بعينه أبد الآبدين ، كما يبدو لأول وهلة . وكما يفترض في علم الفلك . بل يسير في مسارات مختلفة قد لا تكون ممكنة الضبط في كثير من الأحيان . إذن ، فهذه الانحرافات في مسار الأرض ومسار القمر ، هو الذي يسبب الخسوف والكسوف . وأما ما قالوه من الانحراف في مسار القمر ، إذا كان انحرافا ثابتا لا محيد عنه ، فمن غير الممكن أن يحصل الخسوف والكسوف بهذا الشكل . بل يحصل ما قلناه من انعدام هاتين الظاهرتين بالمرة . السؤال السابع : يكون الخسوف عادة عند البدر ، في وسط الشهر . والقمر وإن كان في الليلة الخامسة عشرة يشرق من أول الليل ويغيب في نهايته . إلا أنه في الليلتين أو الثلاث السابقة وكذلك في بعض الليالي اللاحقة ، يكون للنهار حصة من القمر ، إما في أوله أو في آخره . والسؤال هنا ، لماذا لا يحدث الخسوف حينما يكون القمر ظاهرا في النهار . فإن ما هو الموجود تاريخيا وجوده فقط خلال الليل . ولم نسمع بوجوده في النهار بالمرة . مع أن نسبة السبب الموجب له إلى الليل والنهار سيان ، ما دام القمر بدرا . السؤال الثامن : سمعنا في الفصل الخامس بالخسوف والكسوف : إن ألوان القمر المنخسف خسوفا تامّا تختلف تماما بحيث لا يمكن أن يكون بلون واحد في خسوفين . وقد سبق أن سمعنا السبب الذي قدمه الفلكيون مع مناقشته . وقد عزوه إلى النور المنعكس عليه من وجه الأرض . وقد سمعنا أنه قد يختفي القمر المنخسف تماما بحيث لا يكون قابلا
132
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 132