نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 206
فهل يوجد حقيقة كحول جامدة ؟ قد عرفنا عدم وجود ذلك . وإن وجد فليس لأنه جامد في أصل وجوده أو خلقته ، بل لعله قد عومل ببعض المواد فجعلوه جامدا . وأما الجامد في نظر الفقهاء فهو ما كان بأصل وجوده كذلك وهو غير متوفر . نعم ، حتى يحصل خلط ذهني واشتباه بين المسكرات والمخدرات ، ولا شك أن قسم من المخدرات جامد بالأصل . إلَّا أنه لا يوجد احتمال فقهي أصلا لنجاسة المخدرات سواء كانت سائلة أو جامدة أو غازية . الأمر الثالث : انه قد يفرق بين النظر العلمي والنظر العرفي في عدة أمور كالذي قلناه في فصل سابق من الحشرات ، فإنه بالرغم من أن الحشرة ( علميا ) هي ذات تعريف معين بحيث ينقسم جسمها إلى ثلاثة أقسام ولها أكثر من أربعة أرجل وغير ذلك . إلا أن الحشرة عرفا كل الحيوانات الصغيرة نسبيا . كالزواحف والأفاعي والفئران والسرطان البحري والأخطبوط إلى غير ذلك . فهنا أيضا قد تثار نفس الفكرة من حيث أن الكحول ( علميا ) غير الكحول عرفيا ، وذلك من ناحيتين : الناحية الأولى : إن الكحول الأثيلي هو الكحول علميا وعرفيا ، وأما الكحول المثيلي الذي عرفنا أنه شديد السمية ، فقد يقال إنه وإن كان كحولا علميا إلَّا أنه ليس كذلك عرفا . وذلك بتقريب : إن من خصائص الكحول عرفا هو كونه مسكر غير سام . ولم يعهد العرف كحولا ساما غير مسكر . وإنما نقول غير مسكر باعتبار أن سميته تمنع من تجربة أثره في الإنسان وانه مسكر أو غير مسكر ، إذن فلم يشربه أحد لكي يثبت إنه مسكر أولا . أذن فهو عمليا سام وغير مسكر . فلا يكون كحولا عرفا ، فلا يكون نجسا ولا حراما . لأن المهم في شرب الخمر الحرام أن يكون جزءا منها
206
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 206