نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 384
إليه الآية نفسها حين تقول * ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ . إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ . الآنَ خَفَّفَ ا للهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً . ) * [ الأنفال : 65 ، 66 ] الآية . وقد أعربت عن أمرين : الأمر الأول : أن الذين كفروا قوما يفقهون . فإن مقتضى كفرهم وجهلهم بحقيقة الكون وحقيقة أنفسهم ، هو ضعفهم وتشتّت عواطفهم * ( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ) * [ الحشر : 14 ] و * ( بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ) * [ الحشر : 14 ] . يعتدي بعضهم على بعض وإن اجتمعوا ومكروا بحسب الظاهر . * ( لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ ا للهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) * [ الحشر : 13 ] ولو لم نكن كذلك حاصرونا وحاربونا . الأمر الثاني : أن قوة الإيمان لو بلغت إلى درجة اليقين ، فإنها تعطى إلى صاحبها اندفاعا أشد من الجبال الرواسي . ولذا قال * ( وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ) * يعني ضعفا في اليقين الذي هو من درجات الإيمان العالية . وهذا الضعف ينتج ضعفا في الهمة والصبر والشجاعة بطبيعة الحال . استعمال السم وغيره قد ورد النهي عن استعمال المبيدات العامة حتى ضد الجيش المقاتل ، فضلا عن الآخرين ، كالماء والنار والسم وغير ذلك ممّا هو متوفر أحيانا . ففي معتبرة السكوني [1] عن أبي عبد اللَّه عليه السلام : قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : نهى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله أن يلقى السم في بلاد المشركين .