نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 272
من قبلك الرّوح والفرج والعافية . اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي واغفر لي ما اطلعت عليه مني وخفي على خلقك . قال : ثم تستجير باللَّه من النار . السعي قال اللَّه تبارك وتعالى * ( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ ا للهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْه ِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما . وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ا للهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ ) * [ البقرة : 158 ] . فقد سمّاه اللَّه تعالى طوافا بالجبلين ، كما أن ذلك الطواف طواف بالكعبة المشرفة . ونفي الجناح عن هذا الطواف وهو يعني المطلوبية ، فإن كان الحج أو العمرة واجبين كان واجبا وإن كان مستحبا كان مثله . وهو قوله سبحانه * ( وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً ) * . يعني سعى استحبابا . وهذا السعي يمثل السعي في حدود الشريعة الإسلامية والأوامر الإلهية التي هي حدود اللَّه * ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ ا للهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه ُ ) * [ الطلاق : 1 ] . فالفرد المؤمن ملتزم بتعاليم اللَّه مقتصر عليها متردّد في سلوكه ضمن حدودها . فإن حام حول الشبهة رجع إلى الشريعة ، وإن ارتكب مخالفة لجأ إلى التوبة وإن شطَّ به المزار ذكر اللَّه فإذا هو مبصر . وفي السعي جانب آخر مهم وهو الأسوة الحسنة والاقتداء الجميل والمواساة لما فعلته أم إسماعيل عليه السّلام حين عاشت أياما في واد غير ذي زرع عند بيت اللَّه المحرم . حيث سعت بين هذين الجبلين من أجل أن تبحث عن أحد تعرّفه أمرها وتشكو إليه بثّها ، فلم تجد ، فكررت ذلك حتى تمّ لها سبعة أشواط . كما نصّت عليه الروايات . فعن معاوية بن عمار [1] عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : إن إبراهيم