نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 219
أقول : والمساجد التقليدية إما أن تكون مسقوفة كلها أو أن جزءا منها إلى أحد الجانبين مسقوف والجزء الآخر مكشوف . أما المساجد التي بنيت في صدر الإسلام فهي مكشوفة من الوسط ومسقوفة على أطرافها . كالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأموي . ومن الضروري أن يكون المسجد الحرام هكذا حتى لا ينال السقف الفضاء الذي يمر فوق الكعبة المشرّفة . والسقف الموجود في أطراف المسجد تحمله أسطوانات أو أعمدة ، ذكرنا عددها . التوسيع فقهيا قبل الدخول في التفاصيل الأخرى ، لا بدّ أن نعيد النظر فقهيا إلى جواز توسيع المسجد الحرام . ولا نريد به هذا المعنى بالضبط . لأننا لا نحتاج إلى ذلك إلَّا إذا حصل السؤال عنه ، ولم يسأل أحد عنه . وإنما يأخذه الموسّعون مسلم الصحة والجواز بدون أي استفتاء . وإنما نريد أن نقول : إن الجزء الجديد الملحق بالمسجد هل يعتبر شرعا وفقهيا من المسجد الحرام وتشملها أحكامه أم لا ؟ بالرغم من أنها حصلت بعد عصر الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله ، أو بعد عصر المعصومين عليهم السّلام . ويمكن الاستدلال على ذلك بأحد طرق . الطريق الأول : أن المسجد الحرام ، وإن لم يتم توسيعه في زمن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ولكنه تمّ توسيعه من قبل الخلفاء المتأخرين عنه ، في عصر الأئمة المعصومين عليهم السّلام . ولم يصدر عنهم رد أو اعتراض . الأمر الذي نعرف منه إقرارهم لفكرة التوسيع ، وإقرار المعصوم حجة . وهذا الطريق ، كما ينتج حجيّة التوسيع الذي حصل في زمنهم سلام اللَّه عليهم ، كذلك ينتج إمكان التوسيع في أي زمان ومن قبل أي حاكم ،
219
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 219