نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 214
من خزاعة يسمّى أبا غبشان فباعه من قصيّ بن كلاب ببعير وزق خمر . وفي ذلك يضرب المثل السائر : ( أخسر من صفقة أبي غبشان ) . فانتقلت الولاية إلى قريش ، وجدّد قصيّ بناء البيت كما قدمناه وكان الأمر على ذلك حتى فتح النبي مكة . ودخل الكعبة وأمر بالصور والتماثيل فمحيت وأمر بالأصنام فهدمت وكسرت وكان مقام إبراهيم ، وهو الحجر الذي عليه أثر قدمي إبراهيم موضوعا بمعجن في جوار الكعبة ، ثم دفن في محله الذي يعرف به الآن . أقول : وقضية هدم الأصنام بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام اللَّه عليه ، حين صعد على كتفي النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وكسرها جميعا . قضية معروفة وسدانة الكعبة منذ عصر المعصومين سلام اللَّه عليهم إلى العصر الحاضر بيد بني شيبة . نتيجة تسلَّطهم على ذلك من قبل سلطات ذلك العصر . وقد وردت بعض الروايات في ذم هذه الحالة وانتقادها بشدة [1] . متعلقات الكعبة وهي الأمور اللصيقة بالكعبة تقريبا ، أو جزء منها . ينبغي الآن أن نحمل عنها فكرة أشد وضوحا . وهي المطاف والمعجن والملتزم أو المستجار والحطيم وحجر إسماعيل والميزاب . وأما مقام إبراهيم بوضعه الحالي ، فهو بعيد عن الكعبة نسبيا نذكره عند التعرّض لتفاصيل المسجد الحرام . فالمطاف : هو المسطح المحيط بالكعبة المفروش بالمرمر الأبيض على شكل دائرة ويسمّى الصحن . وهو الذي كان حد المسجد تقريبا في زمن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله إلى أن تمّ توسيعه وسنتعرض إلى ذلك فيما بعد بعونه تعالى . وبين الكعبة وبين مقام إبراهيم في محله الحالي حوالي ستة أمتار وهو نصف قطر المطاف باستثناء حجم الكعبة في الوسط . وهو بيضوي