نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 211
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 420)
إلَّا أن هذا الاستدلال لا يتم فقهيا ، لأنه يحتاج إلى دليل معتبر يوضح أن النقص إنما حصل في زمن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله . وما نقلناه عن تفسير الميزان ، وإن كان مضبوطا بمقدار النقل التاريخي ، إلَّا أنه لا يرقى إلى الاعتبار الفقهي . ومعه يبقى احتمال أن تكون النقيصة قد حصلت بعد ذلك . إلَّا أن الذي يهون الخطب ويبقى في اليد هو أن عصور الأئمة المعصومين عليهم السّلام قد مرّت والشاذروان كان موجودا ولو في بعض تلك العصور . فلم يأمروا سلام اللَّه عليهم بتوسيع الكعبة إلى مقدار الشاذروان . مع أنه كان يمكنهم ذلك ، الأمر الذي يدل على إقرارهم بما هو موجود من الكعبة ، وغض النظر عن الشاذروان . وإقرار المعصوم حجة . وتمام الكلام في الفقه . حديث آخر عن الكسوة يقال : إن أول من كسا الكعبة المشرّفة تبّع أبو بكر أسعد . كساها بالبرود المطرزة بأسلاك الفضة . وتبعه خلفاؤه . ثم أخذ الناس يكسونها بأردية مختلفة فيضعونها بعضها على بعض ، وكلما بلي منها ثوب وضع عليها آخر إلى زمن قصيّ . ووضع قصيّ على العرب رفادة لكسوتها سنويا . واستمر ذلك في بنيه ، وكان أبو ربيعة بن المغيرة يكسوها سنة وقبائل قريش سنة . وقد كساها النبي صلَّى اللَّه عليه وآله بالثياب اليمانية . وكان على ذلك حتى حجّ الخليفة العباسي المهدي شكا إليه سدنة الكعبة تراكم الأكسية على سطح الكعبة . وذكروا أنه يخشى سقوطه فأمر برفع تلك الأكسية . وإبدالها بكسوة واحدة كل سنة . وجرى العمل على ذلك حتى اليوم . وللكعبة كسوة من الداخل . وأول من كساها من داخل أم العباس بن عبد المطلب لنذر نذرته في ابنها العباس .
211
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 211