نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 70
الوعد والوعيد أن من واعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه ، ومن واعده على عمل عقابا فهو بالخيار إن عذبه فبعدله وإن عفا عنه فبفضله ، وما ربك بظلام للعبيد . وقال الله تعالى : « إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ » والله أعلم . وروى الكليني في « الكافي » عن الإمام محمد الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : « عَسَى الله أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ » أنه عليه السلام قال : أولئك قوم مؤمنون يحدثون في أيمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها . وفي ( تفسير العياشي ) عن الباقر عليه السلام أيضا قال : « عسى » من الله واجب وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين . ونقله عنهما أيضا الصافي في تفسيره ص 198 من طبعة طهران سنة 1311 ه . إلى غير ذلك مما ورد في هذا الباب في الكتاب والسنة . أفترى أن شيخ الطائفة مع عظيم مكانته في العلوم الإسلامية يغفل عن هذا أو يضرب به عرض الجدار ويقول بالوعيد أو لا ثمَّ يرجع ، حاشا وكلا وإنما نسب ذلك إليه أعداؤه وأدخله في ترجمته أبناء العامة الذين ذهب معظمهم إلى تلك الأقوال والآراء ، ولم يكن للشيخ في ذلك رأي ولا قول . ويدل على عدم صحة ذلك قول السبكي في « طبقات الشافعية الكبرى » في ترجمته الشيخ كما سيأتي أنه شافعي ، فهل يحتمل ذلك في حق هذا الحبر الكبير الذي هو إمام الفرقة الاثني عشرية بعد أئمتهم المعصومين عليهم السلام ؟ وهذه كتبه الجليلة الدالة على بلوغه أقصى درجات الاجتهاد ، ومن هذا يظهر لنا أن العلامة الحلي نقل ذلك فيه عن مثل هذا المؤلف . 02 - الإجماع في نظر شيخ الطائفة ليس على المعنى الحقيقي المصطلح عند المتأخرين عنه ، بل الغالب أنه يتمسك بالإجماع في قبال آراء العامة للرد عليهم بما هو حجة عندهم حتى في الأصول ، مثل مسألة الإمامة والخلافة ، ولذا تراه قدس الله نفسه يستدل بالإجماع في جملة من الفروع ثمَّ يفتي هو في كتابه الآخر بما
70
نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 70