نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 134
الإمامية ولم يصلنا ، قبل هذا الكتاب دراسة منهجية ومنظمة في علم أصول الفقه للشيعة الإمامية ، وعليه فإن بإمكاننا أن نعتبر كتاب الذريعة هذا أول عمل علمي في أصول الفقه للشيعة الإمامية . ورغم إن هذا الكتاب يعتبر بداية لخط التصنيف العلمي في الأصول فإنه بداية جيدة وقوية ومنهجية . والكتاب ينقل كثيرا آراء فقهاء السنة في الأصول كأبي بكر الفارسي وأبي قاسم البلخي وأبي حنيفة والشافعي وأبي هاشم الجبائي وأبو الحسن البصري والنظام وأبي علي الجبائي وغيرهم ، ويناقشهم وينقد آراءهم ويقبل منها الصحيح ويرد منها ما لا يصح عنده ، كل ذلك ضمن مدرسة أصولية ذات أصالة واستقلال . وليس على الكتاب من أثر التقليد والتبعية شيء وهو أمر ملفت للنظر في أول جهد فكري منهجي للإمامية في الأصول . ومن التجديد الذي يلفت النظر في هذا الكتاب فصل مسائل أصول الفقه عن مسائل أصول الدين ( الكلام ) . وقد كان المؤلفون السابقون على السيد المرتضى يخلطون بين مسائل أصول الدين وأصول الفقه كثيرا كالقاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه المعروف « المغني » . ويتحدث المرتضى في مقدمة الذريعة [1] عن الجهد الذي بذله في فصل مسائل أصول الدين ( الكلام ) عن أصول الفقه . ثمَّ يأتي بعده دور الشيخ الطوسي تلميذ المفيد والمرتضى - رحمهم الله - في تطوير علم الأصول ، وقد كان للشيخ أبي جعفر الطوسي - رحمه الله - المتوفى سنة 460 ه . دور رائد في بلورة مفاهيم الأصول وتنضيج الفكر الأصولي في كتابه القيم « عدة الأصول » وقد قال في شأن هذا الكتاب السيد بحر العلوم : هو أحسن كتاب صنف في الأصول . وقد صنف الشيخ الطوسي كتاب العدة في حياة أستاذه المرتضى ، ويبدو من كلامه أن تأليفه للعدة كان قبل تأليف المرتضى للذريعة ، فهو يقول في مقدمة
[1] المصدر : ص 2 و 3 من طبع طهران تحقيق الدكتور أبو القاسم .
134
نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 134