نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 17
جلل وشعره مستشزر وأنفه مسرج . وقيل : هو حال من الكلمات ولو ذكره بجنبها لسلم من الفصل بين الحال وذيها بالا جنبي . وفيه نظر لأنه حينئذ يكون قيدا للتنافر لا للخلوص ويلزم ان يكون الكلام المشتمل على تنافر الكلمات الغير الفصيحة فصيحا ، لأنه يصدق عليه انه خالص عن تنافر الكلمات حال كونها فصيحة فافهم . ( فالضعف ) ان يكون تأليف الكلام على خلاف القانون النحوي المشهور بين الجمهور كالاضمار قبل الذكر لفظا ومعنى وحكما ( نحو ضرب غلامه زيدا ) . ( والتنافر ) ان تكون الكلمات ثقيلة على اللسان وان كان كل منها فصيحة ( كقوله وليس قرب قبر حرب ) وهو اسم رجل ( قبر ) وصدر البيت " وقبر حرب بمكان قفر " اي خال عن الماء والكلاء ، ذكر في عجائب المخلوقات ان من الجن نوعا يقال له الهاتف فصاح واحد منهم على حرب بن أمية فمات فقال ذلك الجني هذا البيت ( وكقوله " كريم متى أمدحه أمدحه والورى معي ، وإذا ما لمته لمته وحدي " ) والواو في الورى للحال ، وهو مبتدأ وخبره قوله معي . وانما مثل بمثالين لان الأول متناه في الثقل والثاني دونه ، أو لان منشأ الثقل في الأول نفس اجتماع الكلمات وفى الثاني حروف منها ، وهو في تكرير أمدحه ، دون مجرد الجمع بين الحاء والهاء ، لوقوعه في التنزيل ، مثل فسبحه ، فلا يصح القول بان مثل هذا الثقل مخل بالفصاحة . وذكر الصاحب إسماعيل بن عباد انه أنشد هذه القصيدة بحضرة الأستاذ ابن العميد ، فلما بلغ هذا البيت قال له الأستاذ هل تعرف فيه شيئا من الهجنة ؟ قال : نعم مقابلة المدح باللوم ، وانما يقابل بالذم أو الهجاء ، فقال : الأستاذ غير هذا أريد ، فقال : لا أدري غير ذلك . فقال الأستاذ : هذا التكرير في أمدحه أمدحه مع الجمع بين الحاء والهاء ، وهما من حروف الحق خارج عن حد الاعتدال نافر كل التنافر فأثنى عليه
17
نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 17