نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 406
أَسودُ أَو أَحْمرُ . وغرابٌ أَعْصَمُ : وفي أحد جَناحَيْه رِيشةٌ بيضاء ، وقيل : هو الذي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ ، وقيل : هو الأَبيضُ . والغرابُ الأَعْصَمُ : الذي في جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأَن جَناح الطائر بمنزلة اليدِ له ، ويقال هذا كقولهم الأَبْلَق العقوق وبَيْض الأَنُوق لكل شيء يَعِزُّ وُجودُه . وفي الحديث : المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم ، قيل : يا رسولَ الله ، وما الغُرابُ الأَعْصَمُ ؟ قال : الذي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء ؛ يقول : إنها عزيزةٌ لا تُوجَد كما لا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم . وفي الحديث : أنه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فقال : لا يدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إلا مِثْلُ الغُرابِ الأَعْصم ؛ قال ابن الأَثير : هو الأَبْيضُ الجَناحين ، وقيل : الأَبيض الرِّجْلين ، أراد قِلَّةَ مَنْ يدخل الجنةَ من النساء . وقال الأَزهري : قال أبو عبيد الغراب الأَعْصمُ هو الأَبيضُ اليدين ، ومنه قيل للوُعول عُصْم ، والأُنثى منهن عَصْماء ، والذكر أَعْصَمُ ، لبياض في أيديها ، قال : وهذا الوصف في الغِرْبانِ عزيزٌ لا يكاد يُوجد ، وإنما أَرْجُلُها حُمْرٌ ، قال : وأما هذا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فهو الأَبْقعُ ، وذلك كثير . وفي الحديث : عائِشةُ في النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ في الغربْان ؛ قال ابن الأَثير : وأصل العُصْمة البَياضُ يكونُ في يَدَي الفَرسِ والظَّبْي والوَعِل . قال الأَزهري : وقد ذكر ابن قتيبة حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلَّا مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم ، فيما رَدَّ على أبي عبيد وقال : اضطرب قول أبي عبيد لأَنه زعم أن الأَعْصمَ هو الأَبيضُ اليدين ، ثم قال بعدُ : وهذا الوصف في الغِرْبان عزيزٌ لا يكاد يوجد ، وإنما أَرْجلُها حمرٌ ، فذكر مَرَّةً اليدين ومرّة الأَرْجُلَ ؛ قال الأَزهري : وقد جاء هذا الحرف مفسَّراً في خبر آخرَ رواه عن خزيمة ، قال : بَيْنا نحنُ مع عَمْرِو بن العاص فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حتى دخلْنا شِعْباً فإذا نحنُ بِغرْبانٍ وفيها غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلَين ، فقال عَمْروٌ : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لا يدخلُ الجنةَ منَ النساءِ إلَّا قَدْرُ هذا الغُرابِ في هؤلاء الغِربْان ؛ قال الأَزهري : فقد بان في هذا الحديث أن معنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : إلَّا مِثْلُ الغُراب الأَعْصم ، أنه أراد أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه في الغِربانِ ، لأَن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ . وروي عن ابن شميل أنه قال : الغُرابُ الأَعْصمُ الأَبيضُ الجناحين ، والصواب ما جاء في الحديث المُفسِّر ، قال : والعرب تجعل البياضَ حُمْرةً فيقولون للمرأَة البيضاء اللَّوْنِ حَمْراء ، ولذلك قيل للأَعاجم حُمْر لغلبة البياض على أَلوانهم ، وأما العُصْمةُ فهي البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ . يقال : أَعْصَمُ بَيِّن العَصَمِ ، والاسم العُصْمةُ . قال ابن الأَعرابي : العُصْمةُ مِنْ ذوات الظِّلْفِ في اليدين ، ومن الغُرابِ في السَّاقَيْن ، وقد تكون العُصْمة في الخيل ؛ قال غَيْلان الرَّبَعيّ : قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأَطْباء * مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء أراد موضعَ عُصْمتِها . قال أبو عبيدة في العُصْمةِ في الخيل قال : إذا كان البياضُ بيديه دونَ رِجْلَيْه فهو أَعْصمُ ، فإذا كان بإحْدى يديه دون الأُخرى قَلَّ أو كثُرَ قيل : أَعْصمُ اليُمنى أو اليسرى ، وقال ابن شميل : الأَعْصمُ الذي يُصِيبُ البياض إحْدى يديه فوق الرُّسْغ ، وقال الأَصمعي : إذا ابْيضَّت اليدُ فهو أَعْصمُ . وقال ابن المظفر : العُصْمةُ بَياضٌ في الرُّسْغ ، وإذا كان بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أو كثُرَ فهو أَعْصمُ اليُمْنى أو اليُسْرى ، وإن كان بيديه
406
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 406