responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 400


هو فاعل معناه المفعول ، وإنما يُعْزَمُ الأَمرُ ولا يَعْزِم ، والعَزْمُ للإِنسان لا لِلأَمرِ ، وهذا كقولهم هَلكَ الرجلُ ، وإنما أُهْلِك .
وقال الزجاج في قوله فإذا عَزَمَ الأَمرُ : فإذا جَدَّ الأَمرُ ولَزِمَ فَرْضُ القتال ، قال : هذا معناه ، والعرب تقول عَزَمْتُ الأَمرَ وعَزَمْتُ عليه ؛ قال الله تعالى : وإن عَزَموا الطَّلاقَ فإن الله سميع عليم .
وتقول : ما لِفلان عَزِيمةٌ أي لا يَثْبُت على أمرٍ يَعْزِم عليه .
وفي الحديث : أنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : خَيرُ الأُمُورِ عَوازِمُها أي فَرائِضُها التي عَزَمَ الله عليك بِفِعْلِها ، والمعنى ذواتُ عَزْمِها التي فيه عَزْمٌ ، وقيل : معناه خيرُ الأُمورِ ما وَكَّدْتَ رَأْيَك وعَزْمَك ونِيَّتَك عليه ووَفَيْتَ بعهد الله فيه .
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إن الله يُحِبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤتَى عَزائِمُه ؛ قال أبو منصور : عَزائِمُه فَرائِضُه التي أَوْجَبَها الله وأَمَرنا بها .
والعَزْمِيُّ من الرجال : المُوفي بالعهد .
وفي حديث الزكاة : عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ الله أي حَقٌّ مِنْ حُقوقِ الله وواجبٌ مِنْ واجباته .
قال ابن شميل في قوله تعالى : كُونوا قِرَدَةً ؛ هذا أَمرٌ عَزْمٌ ، وفي قوله تعالى : كُونوا رَبَّانِيِّينَ ؛ هذا فرْضٌ وحُكْمٌ .
وفي حديث أُمّ سَلَمة : فَعزَمَ الله لي أي خَلَقَ لي قُوَّةٌ وصبْراً .
وعَزَم عليه ليَفْعَلنَّ : أَقسَمَ .
وعَزَمْتُ عليكَ أي أَمَرْتُك أمراً جِدّاً ، وهي العَزْمَةُ .
وفي حديث عُمر : اشْتدَّتِ العزائمُ ؛ يريد عَزَماتِ الأُمراء على الناس في الغَزْو إلى الأَقطار البعيدة وأَخْذَهُم بها .
والعزائمُ : الرُّقَى .
وعَزَمَ الرَّاقي : كأَنه أَقْسَمَ على الدَّاء .
وعَزَمَ الحَوَّاءُ إذا اسْتَخْرَجَ الحيّة كأَنه يُقْسِم عليها .
وعزائمُ السُّجودِ : ما عُزِمَ على قارئ آيات السجود أن يَسْجُدَ لله فيها .
وفي حديث سجود القرآن : ليستْ سَجْدَةُ صادٍ من عزائِمِ السُّجودِ .
وعزائمُ القُرآنِ : الآياتُ التي تُقْرأُ على ذوي الآفاتِ لما يُرْجى من البُرْءِ بها .
والعَزِيمةُ مِنَ الرُّقَى : التي يُعزَمُ بها على الجِنّ والأَرواحِ .
وأُولُو العَزْمِ من الرُّسُلِ : الذينَ عَزَمُوا على أَمرِ الله فيما عَهِدَ إليهم ، وجاء في التفسير : أن أُولي العَزْمِ نُوحٌ [1] وإبراهيمُ وموسى ، عليهم السلام ، ومحمّدٌ ، صلى الله عليه وسلم ، مِنْ أُولي العَزْم أَيضاً .
وفي التنزيل : فاصْبِرْ كما صَبَرَ أُولو العَزْمِ ، وفي الحديث : ليَعْزِم المَسأَلة أي يَجِدَّ فيها ويَقْطَعها .
والعَزْمُ : الصَّبْرُ .
وقوله تعالى في قصة آدمَ : فنَسِيَ ولم نَجدْ له عَزْماً ؛ قيل : العَزْمُ والعَزِيمةُ هنا الصَّبرُ أي لم نَجِدْ له صَبْراً ، وقيل : لم نَجِدْ له صَرِيمةً ولا حَزْماً فيما فَعَلَ ، والصَّرِيمةُ والعَزِيمةُ واحدةٌ ، وهي الحاجة التي قد عَزَمْتَ على فِعْلِها .
يقال : طَوَى فلانٌ فُؤادَه على عَزِيمةِ أمرٍ إذا أَسرَّها في فُؤادِه ، والعربُ تقولُ : ما لَه مَعْزِمٌ ولا مَعْزَمٌ ولا عَزِيمةٌ ولا عَزْمٌ ولا عُزْمانٌ ، وقيل في قوله لم نَجِدْ له عَزْماً أي رَأْياً مَعْزوماً عليه ، والعَزِيمُ والعزيمةُ واحدٌ .
يقال : إنَّ رأْيَه لَذُو عَزِيمٍ .
والعَزْمُ : الصَّبْرُ في لغة هذيل ، يقولون : ما لي عنك عَزْمٌ أي صَبْرٌ .
وفي حديث سَعْدٍ : فلما أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لذلك أي احْتَمَلْناه وصبَرْنا عليه ، وهو افْتَعَلْنا من العَزْم .
والعَزِيمُ : العَدْوُ الشديد ؛ قال ربيعة بن مَقْرُومٍ الضَّبّيُّ :
لولا أُكَفْكِفُه لكادَ ، إذا جَرى * منه العَزِيمُ ، يَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ



[1] قوله [ نوح الخ ] قد اسقط المؤلف من عددهم على هذا القول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام كما في شرح القاموس .

400

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست