أمثالها ولم يسمح الزمان لمؤلف بمثالها ومن سافر فيها نظره وكان الذوق السليم رفيقه علم أنها تضرب بها الأمثال على الحقيقة وسميتها بتغريد الصادح وصدرتها من نظمي بأبيات تقوم مقام الديباجة والخطبة هي الحمد لله الذي هذبنا * واختارنا للعلم إذ أدبنا فإن للآداب فضلا يذكر * فلا تخاطب كل من لا يشعر يا مدعي الحكمة في كلامه * ومن يروم السحر في نظامه خذ حكما وكلها أمثال * ليس لها في عصرنا مثال ألفها ابن حجة للنجبا * لأن فيها رأس مال الأدبا واختارها من مفردات الصادح * فكان ذا من أكبر المصالح من كل بيت إن تمثلت به * سكنت من سامعه في قلبه وقد تهجمت على الشريف * لكنني خاطبت بالمعروف وجئت من كلامه بنبذة * تجلب للسامع كل لذة وترفع الأديب إن تمثلا * بها إذا خاطب أرباب العلا من حكم تتبعها وصايا * مقبولة من أحسن السجايا من أول وأوسط وآخر * جمعتها جمع أديب شاعر حتى دنا البعيد للقريب * وانتظم البديع بالغريب وانسجمت في جمعها أرجوزه * بديعة غريبة وجيزة وكل من أنكر ما أحكمت في * ترتيبها يكون غير منصف فلينظر الأصل ليعرف السبب * ويعترف إن كان من أهل الأدب أول ما يرغب في استهلاله * من نظمه المحكم في مقاله وهذا أول الصادح والباغم العيش بالرزق وبالتقدير * وليس بالرأي ولا التدبير في الناس من تسعده الأقدار * وفعله جميعه إدبار ومن هنا يأتي هذا التأليف جميعه على هذا النمط وما أردت بهذا التنبيه إلا يقظة المتأمل من عرف الله أزال التهمه * وقال كل فعله للحكمة من أنكر القضاء فهو مشرك * إن القضاء بالعباد أملك ونحن لا نشرك بالله ولا * نقنط من رحمته إذ نبتلى عار علينا وقبيح ذكر * أن نجعل الكفر مكان الشكر وليس في العالم ظلم جاري * إذ كان ما يجري بأمر الباري وأسعد العالم عند الله * من ساعد الناس بفضل الجاه ومن أغاث البائس الملهوفا * أغاثه الله إذا أخيفا إن العظيم يدفع العظيما * كما الجسيم يحمل الجسيما فإن من خلائق الكرام * رحمة ذي البلاء والأسقام وإن من شرائط العلو * العطف في البؤس على العدو وقد علمت واللبيب يعلم * بالطبع لا يرحم من لا يرحم فالمرء لا يدري متى يمتحن * فإنه في دهره مرتهن