responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 93


وكن على حذر للناس تستره * ولا يغرك منهم ثغر مبتسم منها أتى الزمان بنوه في شبيبته * فسرهم وأتيناه على الهرم سبحان خالق نفسي كيف لذتها * فيما النفوس تراه غاية الألم ومن أمثاله التي سارت في هجو كافور قوله العبد ليس لحر صالح بأخ * لو أنه في ثياب الخز مولود لا تشتر العبد إلا والعصى معه * إن العبيد لأنجاس مناكيد ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن * يسيء بي فيه كلب وهو محمود من علم الأسود المخصي مكرمة * أقومه البيض أم آباؤه السود ومن أمثاله ومن جهلت نفسه قدره * رأى غيره منه ما لا يرى ومن أنصافه التي سارت أمثالا ولا بد دون الشهد من إبر النحل وقال من قصيد قد كنت أحذر بينهم من مثل ذا * لو كان ينفع خائفا أن يحذرا أعطى الزمان فما قبلت عطاءه * وأراد بي فأردت أن أتخيرا وقال من قصيدة وقد يتقارب الوصفان جدا * وموصوفاهما متباعدان وقوله نحن بنو الموتى فما بالنا * نعاف ما لا بد من شربه تبخل أيدينا بأرواحنا * على زمان هي من كسبه لو فكر العاشق في منتهى * حسن الذي يسبيه لم يسبه يموت راعي الضأن في جهله * موتة جالينوس في طبه وغاية المفرط في سلمه * كغاية المفرط في حربه فلا قضى حاجته طالب * فؤاده يخفق من رعبه وقال من قصيد إذا اشتبكت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى ولقد رأيت هنا في هذا القدر الذي أوردته من شعر أبي الطيب من إرسال المثل ما تطيب به الأذواق وتجول به فرسان الإنشاء بالحمر من جياد الأقلام في ميادين الأوراق وعلى كل تقدير فما لأبي الطيب في حكمه وأمثاله نظير وهنا نكتة لطيفة وهي أن صلاح الدين الصفدي كان مذهبه تقديم أبي الطيب المتنبي على أبي تمام وهو مذهب أبي العلاء المعري فإنه سمي ديوانه بعدما شرحه معجز أحمد فاتفق أن صلاح الدين اجتمع بابن نباتة بالديار المصرية وذاكره في أبي الطيب وأبي تمام فوجده على مذهبه واجتمعا بعد ذلك بالشيخ أثير الدين أبي حيان وذاكراه في ذلك فقدم أبا تمام فلاماه على ذلك فقال أنا لا أسمع لوما في حبيب انتهى ومذهبي في ذلك مذهب الشيخ صلاح الدين ومذهب الشيخ جمال الدين وإن كان الشيخ أثير الدين ما سمع في حبيبه لوما وخالف من لامه فيه وفند فمن المستحيل رجوع أبي بكر عن حب أحمد وقد عن لي أن أورد هنا ما سارت في الخافقين حكمه وأمثاله وانقاد أهل الذوق السليم لطاعته لما ورد عليهم مثاله وهو تأليفي الذي وسمته بتغريد الصادح وما ذاك إلا أن سيدنا ومولانا قاضي القضاة صدر الدين بن الآدمي نور الله ضريحه وجعل من الرحيق المختوم غبوقة وصبوحه كان يقول أود أن أنتزع من الصادح والباغم أرجوزة مشتملة على أمثلة مرقصة وحكم بديعة بشرط أن يكون البيت منسجما مع الذي قبله والذي بعده ولم يتيسر لي ذلك لصعوبة المسلك انتهى ولما قدر الله تعالى ما قدره من الاختفاء بدمشق سنة ثلاث عشرة وثمانمائة عند حلول الملك الناصر بها وأنا في خدمة المقر الأشرف القاضوي محمد بن البارزي الجهني الشافعي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية كان الصادح والباغم بين كتبه فنظر فيه يوما وذكر قول قاضي القضاة صدر الدين ورسم لي بذلك فانتزعت له هذه الأرجوزة التي سارت غرر

93

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست