responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 83


وزاد إبهام عذلي عاذلي ودجا * ليلي فهل من بهيم يشتفي ألمي فإن الإبهام هنا بين بهيم الليل وبين العاذل فإن اشتراك البهيم صالح لهما ولكن لم يحصل التمييز لأحدهما عن الآخر كما وقع الشرط بين الأمر بينهما مبهما ولا يعلم من هو المقصود منهما وهذا هو الفرق بين الإبهام والتورية إذ المراد من التورية المعنى البعيد الموري عنه بالقريب ذكر إرسال المثل وكم تمثلت إذ أرخوا شعورهم * وقلت بالله خلوا الرقص في الظلم إرسال المثل نوع لطيف في البديع ولم ينظمه في بديعيته غير الشيخ صفي الدين وهو عبارة عن أن يأتي الشاعر في بعض بيت بما يجري مجرى المثل من حكمة أو نعت أو غير ذلك مما يحسن التمثل به كقوله تعالى ليس لها من دون الله كاشفة وقوله تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء وقوله تعالى صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة وقوله تعالى إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ومما جاء من ذلك في السنة الشريفة قوله لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وقوله لا ضرر ولا ضرار وقوله خير الأمور أوساطها وقوله المرء مع من أحب وقوله المستشار مؤتمن وهو بالخيار ما لم يتكلم وقوله ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها يوم القيامة وقوله البلاء موكل بالمنطق وقد احتوى كتاب أبي أحمد العسكري على كثير من هذا الباب ومن أمثلته في الشعر قول زهير وهل ينبت الخطمي إلا وشيجة * وتغرس إلا في منابتها النخل ومثله قول النابغة ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب ومثله قول بشار فعش واحدا أو صل أخاك فإنه * مقارف ذنب مرة ومجانبه وما أحلى ما قال بعده إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه وقول أبي تمام فلو صورت نفسك لم تزدها * على ما فيك من كرم الطباع وكقوله نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب إلا للحبيب الأول وذكر ابن أبي الأصبع في كتابه المسمى بتحرير التحبير إنه استخرج أمثال أبي تمام من شعره فوجدها تسعين نصفا وثلاثمائة بيت وأربعة وخمسين بيتا واستوعب أمثال أبي الطيب المتنبي فوجدها مائة نصف وثلاثة وسبعين نصفا وأربعمائة بيت ولكنه أخرج من أمثال أبي الطيب ما ولده من أمثال أبي تمام وصدر الجميع بما وقع في الكتاب العزيز من الأمثال بزيادات على ذلك وهي أمثال الأشعار السنية والحماسة وأمثال أبي نواس بعد أن ألحق أمثال القرآن بأمثال دواوين الإسلام السنية وختم الجميع بأمثال العامة في كتاب الأمثال له ومما سار من أمثال الطغرائي في لامية العجم قوله حب السلامة يثني عزم صاحبه * عن المعالي ويغري المرء بالكسل لو أن في شرف المأوى بلوغ مني * لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل أعلل النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وعادة النصل أن يزهى بجوهره * وليس يعمل إلا في يدي بطل ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني * حتى أرى دولة الأوغاد والسفل هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا * من قبله فتمنى فسحة الأجل وإن علاني من دوني فلا عجب * لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

83

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست