responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 79


السقم ولذكر الوثوق يليق أن تكون القافية الندم والبيت في غاية الرقة والانسجام وبيت عز الدين تخيير قلبي هوى السادات صح به * عهدي وإني لحزني ثابت الألم أما تخيير هذا البيت فإني تركته لأهل الذوق السليم بل تخير البيت بكماله ولم ينظم العميان في بديعيتهم هذا النوع وبيتي هو تخيروا لي سماع العذل وانتزعوا * قلبي وزادوا نحولي مت من سقمي فسماع العذل يليق به السأم وانتزاع القلب يليق به الألم وزيادة النحول يليق بها السقم وتقديم السقم هنا لقربه من النحول ولم يدخل إلى هذا البيت من الأجانب قافية ذكر الإبهام وزاد إبهام عذلي عاذلي ودجا * ليلي فهل من بهيم يشتفي ألمي الإبهام بباء موحدة وهو أن يقول المتكلم كلاما مبهما يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر ولا يأتي في كلامه بما يحصل به التمييز فيما بعد بل يقصد إبهام الأمر فيهما والإبهام مختص بالفنون كالمديح والهجاء وغيرهما ولكن لا يفهم من ألفاظه مدح ولا هجاء بل يكون لفظه صالحا للأمرين ومثاله ما يحكى أن بعض الشعراء هنأ الحسن بن سهل باتصال ابنته بالمأمون مع من هنأه فأثاب الناس كلهم وحرمه فكتب إليه إن أنت تماديت على حرماني عملت فيك بيتا لا تعلم مدحتك فيه أو هجوتك فاستحضره وسأله عن قوله فاعترف وقال لا أعطيك أو تفعل فقال بارك الله للحسن * ولبوران في الختن يا إمام الهدى ظفرت * ولكن ببنت من فلم يعلم ما أراد بقوله ببنت من في الرفعة أو في الصغر واستحسن منه الحسن ذلك وناشده أسمعت هذا المعنى أم ابتكرته فقال لا والله بل نقلته من شعر شاعر مطبوع كثير العبث بهذا النوع اتفق أنه فصل قباء عند خياط أعور اسمه زيد فقال له الخياط على طريق العبث به سآتيك به لا تدري أقباء هو أم دواج فقال له الشاعر إن فعلت ذلك لأعملن فيك بيتا لا يعلم أحد ممن سمعه أدعوت لك أم دعوت عليك ففعل الخياط فقال الشاعر خاط لي زيد قباء * ليت عينيه سواء فما علم أحد أن الصحيحة تساوي السقيمة أو بالعكس فاستحسن الحسن صدقه أضعاف استحسانه حذقه وغالب الناس يسمون الخياط عمرا ويقولون خاط لي عمرو قباء * ليت عينيه سواء ولكن نقل زكي الدين بن أبي الأصبع في كتابه المسمى بتحرير التحبير أن الخياط كان اسمه زيدا وأورد البيت مصرعا مرفوع العروض والضرب ووجه الرفع ظاهر فيهما ولم يتفق للمتأخرين ولا للسلف من قبل في هذا الإبهام غير البيت المتعلق بالخياط زيد والبيت المتعلق بالحسن بن سهل وقد تقدم ذكرهما وقد عززتهما بثالث لما وقفت على تاريخ زين الدين بن قرناص الحلبي ووجدته قريبا من قباء زيد الخياط فقلت تاريخ زين الدين فيه عجائب * وبدائع وغرائب وفنون فإذا أتاه مناظر في جمعه * خبره عني إنه مجنون وكذلك الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته وتبعه الشيخ عز الدين الموصلي لأجل المناظرة ويأتي الكلام على بيتيهما وقد كشفت عنه قناع الأشكال وأبرزت بدوره المتحجبة في أفق الكمال فإني كتبت فيه تقريضا لم أرض بقراضة الذهب أن تكون له رملا ولا سبقني إليه أديب ولا ولد منه على هذا الطريق شكلا وما ذاك إلا أنه ورد إلى الديار المصرية وأنا منشئ دواوين الإنشاء المؤيدي

79

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست