فالبدر في شبهه والغيث جاد لذي * محل وليث الشرى قد جال في الغنم وبيت عز الدين الموصلي نشر ويسر وبشر من شذا وندى * وأوجه فتعرف طي نشرهم قوله فتعرف طي نشرهم ليس له نص في اللف لأنه نص فيه على ثلاثة وعجز عن ترتيب اللف والنشر في نص اللف وعلى كل تقدير فلا بد له من تسمية النوع فسماه ولكن أتى به فضلة ولو التزم الشيخ صفي الدين أن يسمي هذا النوع البديعي في بيته لتجافت عليه تلك الرقة فالطي والنشر والتغيير مع قصر * للظهر والعظم والأحوال والهمم فالطي والنشر في نص اللف قبالة الظهر والعظم والتغيير مع القصر قبالة الأحوال والهمم هذا مع زيادة العدة على الشيخ عز الدين وعدم التكلف ولولا الالتزام بتسمية النوع ومراعاة السهولة والانسجام وصلت إلى أكثر من هذه العدة ذكر الطباق بوحشة بدلوا أنسي وقد خفضوا * قدري وزادوا علوا في طباقهم المطابقة يقال لها التطبيق والطباق والمطابقة في اللغة أن يضع البعير رجله في موضع يده فإنه فعل ذلك قيل طابق البعير وقال الأصمعي المطابقة أصلها وضع الرجل موضع اليد في مشي ذوات الأربع وقال الخليل بن أحمد يقال طابقت بين الشيئين إذا جمعت بينهما على حد واحد انتهى وليس بين تسمية اللغة وتسمية الاصطلاح مناسبة لأن المطابقة في الاصطلاح الجمع بين الضدين في كلام أو بيت شعر كالإيراد والإصدار والليل والنهار والبياض والسواد وليس في الألوان ما تحصل به المطابقة غيرهما أعني البياض والسواد فقد قال الرماني وغيره البياض والسواد ضدان بخلاف بقية الألوان لأن كلا منهما إذا قوي زاد بعدا من صاحبه انتهى وإذا ألحقوا بقية الألوان بالمطابقة فالتدبيج أحق منها بذلك فإنهم أوردوا في المطابقة من التدبيج قول ابن حيوس على جهة الكناية فافخر بعم عم جود يمينه * وأب لأفعال الدنية آبي ببياض عرض واحمرار صوارم * وسواد نقع واخضرار رحاب وقد تقرر أن المطابقة الجمع بين الضدين عند غالب الناس سواء كانت من سمين أو من فعلين أو غير ذلك قال الأخفش وقد سئل عنها أجد قوما يختلفون فيها فطائفة وهم الأكثر يرون أنها الشيء وضده وطائفة يزعمون أنها اشتراك المعنيين في لفظ واحد منهم قدامه بن جعفر الكاتب وأوردوا في ذلك قول زياد الأعجم ونبئتهم يستنصرون بكاهل * وللؤم فيهم كاهل وسنام فكاهل الأول اسم رجل والثاني العضو المعروف فاللفظ واحد والمعنيان مختلفان وهذا هو الجناس التام بعينه وقال الأخفش من قال إن المطابقة اشتراك المعنيين في لفظ واحد فقد خالف الخليل والأصمعي فقيل أو كانا يعرفان ذلك فقال سبحان الله من أعلم منهما بطيبه وخبيثه وما أحسن ما أتى الأخفش في الجواب بالمطابقة ومنهم من أدخل المقابلة فيها وليس بمليح إذ لم يبق للفرق بينهما محل فإن السكاكي قال المقابلة أن تجمع بين شيئين فأكثر وتقابل بالأضداد ثم إذا شرطت هنا شيئا شرطت هناك ضده والمطابقة هي الإتيان بلفظتين والواحدة ضد الأخرى وكأن المتكلم طابق الضد بالضد ولقد شفى زكي الدين بن أبي الأصبع القلوب في ما قرره فإنه قال المطابقة ضربان ضرب يأتي بألفاظ الحقيقة وضرب يأتي بألفاظ المجاز فما كان بلفظ الحقيقة سمي طباقا وما كان بلفظ المجاز سمي تكافؤا فمثال التكافؤ وهو من إنشادات قدامة حلو الشمائل وهو مر باسل * يحمي الذمار صبيحة الإرهاق